لتكن مدارسنا جاذبة..ماذا قدمنا!!

✍🏻 بقلم المدربة والمستشارة للأسرية / هدى الأحمدي

استيقظت أم أحمد وهي تنادي على أسماء أبنائها جميعهم في وقت واحد وبصوت عالي:
أحمد’ سعد’ منى’ أريج ‘محمد ‘يارا!!
نعم ياأمي .. 5 دقائق فقط!!
وأصغر طفلة كانت يارا في الصف الأول: بكت بشدة :
ماما ( أبغى أغيب)
رفضت أم أحمد غياب يارا رفضاً تاماً خاصة أنها آخر العنقود والمدللة كثيراً
وكذلك رفضت غياب محمد الذي يكبرها بسنتين ؟؟
لكنها لاحظت أن الأولاد والبنات وخاصة في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة لايرغبون الذهاب للمدرسة وهنا أيقنت أن هناك خلل !!
إما من البيت أو من المدرسة ؟؟

قد يكون أكثر الأسباب انتشاراً وذلك من خلال الاستشارات الأسرية هي الخوف والقلق الذي قد يكون بسبب في كثير من الأحيان وقد يكون بلا سبب الخوف المرضي المتكرر لدى الاسيقاظ صباحاً أو حتى التهديد ليلاً ؟؟
قاعدة مهمة لابد للجميع أن يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب:
( العقل الخائف لايفكر) و ( العقل لايعمل ضمن التهديدات)…

ثم
بعد شهر ونصف من الدراسة جاء موعد مجلس الأمهات ووجدتها فرصة أن تذهب وتسأل بنفسها عن الأسباب لاسيما أن محمد ويارا في نفس المدرسة
فمحمد في الصف الثالث ويارا في الصف الأول وتجد صعوبة كبيرة في إقناعهم يومياً بالذهاب للمدرسة !!
وقبيل بدء الاجتماع كعادة الأمهات الكريمات في مجالس الأمهات أخذن يتحدثن كلٌ منهما عن معاناتها الدائمة مع الأبناء واكتشفن أن ذات المشكلة لدى الجميع !
فتشن في الأسباب واتفقن على أن أهم سبب يكمن في الازدحام في الفصل الواحد فغالباً يكون الفصل يتجاوز ال25 طالب إن لم يكن في بعض المدراس وصل ال30 وبعضها وصل 40 طالب في الفصل ويعتبر عبء كبير في العملية التعليمية
على المعلم وعلى الطالب نفسه
ثم ماذا قدمنا في مدارسنا كي تكون فعلاً جاذبة ممتعة وماتعة للطفل خاصةً في المرحلة الابتدائية
تفتقر بعض المدارس إلى الدعم الإيجابي للأسرة والتعاون بينها وبين الأسر قد يكون ضعيفاً
وحتى نتجاوز الازدحام الطلابي ونكون أكثر إيجابية وتفاؤلاً ؛
ماذا سنقدم من برامج وأنشطة وفعاليات جاذبة مؤثرة على السلوك والانضباط تجعل هؤلاء الطلاب يجهزون ملابس المدرسة فرحةً وحبوراً كما كنا نجهز ملابس العيد قبل العيد بأيام عديدة فرحةً بهذا اليوم .
هل نستطيع أن نعدل فكرة عدم الرغبة بالذهاب إلى المدرسة وكأنها واجب ثقيل او زيارة غير محببة من قبل الطفل أو أمر إجباري كزيارته للطبيب مثلاً !
لدينا عدة أدوار وهي بمثابة دائرة لابد أن تكون مكتملة
✔️دائرة الأسرة وماذا أعدت !
✔️دائرة المدرسة وماذا قدمت !
✔️دائرة المجتمع وماذا يعطي!
✔️دائرة الأقارب والأصدقاء وكيف سيدعم!
✔️دائرة العقل وكيف سيبنى!
✔️كل هذه الدوائر إن لم تعمل جاهدة كي نحتوي طلابنا وطالباتنا لن يجدوا المتعة في التعلم وسنجد يارا ومحمد يتكررون في كل بيت خوف قلق توتر بكاء رهبة حزن يتكرر كل يوم وأحياناً فعلاً لانجد سبب لكل هذه المشاعر التي ربما تكون يومياً أو أسبوعياً او ربما تتكرر بين الفينة والأخرى ومع بداية اجازة وانتهاء فصل دراسي
يداً بيد نبني جيل ايجابي شغوف بالعلم والتعلم
✏️حريص على كتابه كحرصه على أيباده من السقوط والخلل
✏️حريص على واجباته كحرصه على الفوز في لعبة الكترونية
✏️حريص على التفوق والنجاح كحرصه على قضاء وقت أطول بين تلك الاجهزة التي لو تحدثنا عنها لأفردنا كتب ومجلدات عنها !!
والجميل في العملية التعليمية
في السنوات الاخيرة أنها بدأت تركز بشكل أكبر نحو التفاعل الايجابي والتواصل الفعال بين البيت والمدرسة عن طريق الشراكة المجتمعية وتدريب وتنمية الموهوبين والإرشاد الطلابي والمشاركة في الأنشطة المدرسية بشكل فعال جدا والإذاعة المدرسية والمسابقات والفعاليات التي تثري الطالب والطالبة لذا لابد للأسرة الواعية البحث عن هذه الأنشطة وإشراك الطلاب فيها وعدم إهمال أي *تعاون مثمر والمتابعة لكل ماترسله المدرسة من نشرات وفعاليات ومشاركة الطالب فيها بل *بث روح الحماس في نفوس الطلاب خاصة فيما يتعلق بالمناسبات الوطنية كاليوم الوطني ويوم التأسيس ويوم العلم ويوم القهوة السعودية
دعم الأسرة في مثل هذه البرامج والفعاليات قوي جداً للأسف بعض الأسر في مثل هذه الفعاليات يغيب فيها الطالب فيحرم فيها من فرصة التعرف على أمور ومعلومات ومهارات اجتماعية عظيمة
والغياب وما أدراك ما الغياب
وكأنه أصبح لعبة أو هواية بيد الطالب أو بيد أسرته
الغياب وجد للضرورة وليس تحدي ولا مظاهرات جماعية يفخر بها بعض الطلاب ويصنعون من أجلها تحديات عظيمة بل يرسلون رسائل على جميع الطلاب حتى يكون غياب جماعي وهذا مرفوض جملةً وتفصيلاً

( الغياب بلا أسباب واضحة وقوية يعكس عدم انضباط وعدم التزام لدى للأشخص )
أعيدوا النظر مراراً وتكراراً في تواصلكم الفعال القوي مع المدرسة
كونوا قريبين جداً جداً جداً من الأبناء
أشعروهم بأهمية العلم والتعلم ليس ذلك فحسب بل المدرسة تصقل شخصية الطالب يتعلم فيها مالم يتعلمه في منزله
ولا علم يدوم بدون أن يكون معه خلقٌ رفيع وأدبٌ جمّ.
لقول الشاعر:

‎تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ.

الله الله باحترام المعلم والمعلمة
والله الله باحترامكم لكل أنظمة المدرسة وقوانينها

همسة ختامية :

تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الجدارات الوظيفية في المملكة: حجر الأساس لاستدامة سوق العمل وتحقيق التميز المؤسسي وفق رؤية 2030

بقلم / د. عبدالمجيد بن محمد العومي خبير الجودة والتميز المؤسسي ومستشار استقطاب المواهب الوظيفية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.