بقلم ـ أحمد جرادي
تزودوا في السفر وخاصة السفر الطويل كونه يحتاج لمؤنة ولانعرف المنحدرات أو العقبات التي قد تواجهنا بطريقنا – لاقدر الله – و لانعرف متى تنتهي الرحلة التي نسير فيها.
وكثيرا مانسمع أن فلانا انتهت رحلته على كذا وفلان آخر على كذا ، ورغم ذلك نبقى مصرين أن نمشي على نفس النهج الذي بدأنا فيه دون الحرص على أخذ العظة والعبرة ممن انتهت رحلتهم ، ونتزود بالمهم الذي ينفعنا عند انتهاء الرحلة.
الآية واضحة وصريحة لكل معتبر أو من أرد النجاة والسلامة حين انتهاء الرحلة حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ صدق الله العظيم.
قال الإمام عمر بن عبد العزيز-رضى الله عنه-: “إن لكل سفر زادا فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى، ولا يطولن عليكم الأمر فتقسو قلوبكم”. نعم إن خير الزاد وأبركه وأنفعه لنا في رحلتنا التي نسير فيها تقوى الله والعمل الصالح وخشيته في جميع أمورنا وأن نسأله رحمته ومغفرته في جميع أمورنا ، وأن يحسن خواتمنا بما يحب الله ويرضى عنا ، وأن يرحمنا برحمته الواسعة في جميع أحوالنا.
وعلينا أن نعرف أن الدنيا فانية وأن العمل الأهم يكون لليوم الآخر ، فهي الدار الدائمة لجميع خلق الله من البشر ، إما جنة نسأل الله إياها ، أو نار نستجير بالله العلي العظيم منها.
اللهم ارحمنا وارحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين يارب العالمين .