الصدى الأدبي

” إنبعاث محاربة “

بقلم: أروى الزبير

بعد انقطاع دام ثمانية أعوام عن الصحيفة أو بالأحرى عن ذاتي عُدت الأن لنثر رحيق أحرفي وأُحرر أفكاري.
بل كي أُفرِغ طاقتي ومشاعري فيما أحب ولمن أحب.
جسدي عانى كثيرًا ولم يبُح، روحي أُنهكت… أُنهكت من كونها المتكئ الذي يقصده الجميع ولا يوجد متكئ واحد لتستند عليه
تغيرت بعد أن كابدت أمور كثيرة مؤلمة، مؤذية، محرقة و مرعبة ، و كأن الأقدار صبّت جَمَّ غضب البشرية عليّ بلا هوادة
حتى أنها انتزعت مني فؤادي بمخالبها واكتفت تشاهدني أُنازِع على مهل، جرعتني وجعًا لا يُرى.
ما عادت الشمس تراني؛ الحياة كسرت ظلي وسرقت أماني ، لم تجعل لي من يُهدهد خوفي أو يُرمم كُسري.
نفتني بلا تهمة في عالم يشبه المقابر.
كُنتُ أُحلق بحُرية و بلا قمع حتى قصت أحد أجنحتي اختل توازني فترنحت و كدتُ أسقط و لكن لم أسقط ، تأقلمت فتعلمت الطيران بجناح واحد حتى سلبتني آخر جناح يحميني حينها انطفئت شرارتي وخبت نوري.
جعلتني يتيمة الشعور قبل أن تحكم علي بأن أصبح يتيمة النسب.
اسمع صوت ندائي كل ليلة ولا يُجاب أبدًا.
حتى هذا اليوم لم تكتف من أذيتي وسَلبي كل ما أُحب أو أريد و كأنني مصابة بلعنة الوحدة و التعطيل الأبدي.
أمور كثيرة حدثت آذتني وما زالت تؤذيني، على وشك أن تنزع الرحمة مني.
لم أبُح حتى لأقرب الناس لي عن ما يكابد مضجعي ويمنعني من النوم كل ليلة محاولة تناسيها كي أستطيع العيش
الحياة جعلتني مشوهة من الداخل سيئة أحيانا…
جسدي الأن يدفع ثمن صمته الطويل… تُرى هل سيصمُد طويلًا؟!
أحاول جاهدة أن أعود كما كنت… فتاة أيامها تتوشح برذاذ السكر و حلاوة الحياة.
سأعود لذاتي، سأجدُني وسط الضباب، وأشذِبُني من معركة الدمار؛ لأني أعي تمامًا أن الغد سيأتي مُحمِلٍا في حقائبه ، ماعجزت أيادي الأمس عن منحه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى