الأريكة المنكوبة

أروى الزبير
فتحت عيناي على مضض أخذت أتأمل سقف الحجرة لبضع دقائق متسائلة بتعجب: مازلت على قيد الحياة؟
اذًا حِمل جديد، يوم آخر لأُكابده..
انتشلت هاتفي من تحت وسادتي، ألقيت نظرة سريعة..
الثاني عشر من اغسطس، تاريخ اليوم!؟..
مضى شهر مُحتجزة داخل هاوية لا نور يتسلل فيها ولا هواء، ومازالت الأيام تمشي فوق صدري بأقدام من رصاص، كل يوم أثقل من الذي قبله، مُحاصرة بين ضيقها وثقلها، أسحب ذاتي بين ساعاتها كحجر يتدحرج بلا نهاية.
دلفت الى الردهة مُسيرة إلى الأريكة المعتادة التي طُبع شكل جسدي فيها من كثرة الجلوس عليها، مُحدِثة فجوة غائرة، دليل خيبات وذكرى لا تُمحى.
لا اقوى على فعل أي أمر.. جسدي خائر القوة كضريح مُلقى لا حياة فيه غير ذكرى الراحلين، وعقل حزين مُنهك مُتعب، مُجهد، يائِس، خامل، حبيس أماله الخائبة وشرارات لهيبه الخامدة تحت الرماد، طاقة كامنة ساكنة لا تنبض بالحياة مستسلمة للعدم تنتظر النهاية بدل البداية..
شعارات هاتف مكدسة، علاقات اجتماعية سيئة، تركت الجميع كي أنزوي بذاتي تحت ركام الألم، بعيدًا عن العالمين لأعيش انهياراتي، التي تبدأ بشعلة نيران متدفقة من تحت جلد روحي حتى أغرق بفيضانات براكين لا تهدأ، اذوب تدريجيّا كقطعة لحم معلقة على شواية جحيمية تنزف بلا توقف.



