الشاعر العراقي قاسم الدوسري “القصيدة هي مكنون داخل صندوق حينما تمسك طرفها الأول “

حاورته ريم العبدلي -ليبيا
قائم الدوسري شاعر عراقي من محافظة البصرة جنوب العراق ، دري وأكمل دراسته وتخرج بشهودة دبلوم فني والتحق
بخدمة العلم عام 1984 ،كما انهي الخدمة العسكرية وتعين بالشركة العامة للبتروكيماويات فى البصرة ، حاليا هو مدير فني ، بدأت هوايته فى كتابة عام 1978 يكتب بالفصحى والشعر الحر والنثر واللهجة العراقية والبصرية التقيناه وكان لنا هذا الحوار :-
*استاذ قاسم الام يطمح الشاعر ؟
-يطمح الشاعر أن تصل كتاباته إلى أكبر عدد من القرّاء ، ويطرح بقبول ما يطرحه بإيجابية لتغطية دافع قوي للوصول مبتغاه
*مع توفر كافة المواقع إلكترونية من مجلات والصحف وظهور العيد من الآباء والكتاب والشعراء برايك هل هناك فوضى شعرية ؟
-نعم توفر المواقع الإلكترونية من مجلات وصحف أثرت على المجتمع الثقافي بنوعين الإيجابي والسلبي
كثرة الأدباء والكتاب والشعراء في هذه الفترة بالذات سببت فوضى شعرية عارمة،فأصبح هناك الكثير الذين ينشرون دون الاهتمام للغة
*هل ترى مستقبلا لقصيدة النثر ؟
-القصيدة النثرية بسطت نفذها على الساحة وأصبحت تزاحم القصيدة العمودية والقصيدة الحرة الموزونة الفعلية
*حدثني عن نصوصك فى اصدارك رسائل غزلية؟
-نصوص في ديواني رسائل غزليةنصوص نثرية عاطفية تحكي عن الرجل والمرأة معا ومعانيها في العلاقة التي تواجه الكثير من التحديات ضمن نطاق العرف والتقاليد
*بدايتك الشعرية كانت 1978 هل كنت من سعداء الحظ بالنشر فى بدايات عمرك بصحف أو مجلات؟
-نعم كنت محظوظ في النشر في مجلات محلية وعربية مثل مجلة الف باء العراقية والشبكة والوطن وبعض الصحف
*برايك ماهي الفجوة بين الشاعر والمتلقي؟
-الفجوة بين الشاعر والمتلقي هي اسلوب الكتابة وأسلوب الطرح المتلقي يحب أن يقرأ قصائد ذات طابع موسيقي ومفهوم بأبسط صورة
الشعراء أكثرهم يكتبون الشعر السيالي وكذلك الهايكو الذي فيه نوع من الغموض
*درجة الوعي عند الشاعر بخطورة الانتساب بصدق للقصيدة، يجعله يتهيب للسفر في مجهولها كيف يستطيع الشاعر أن يتق شراسة المصافحة الأولى مع النص لحظة الكتابة؟
-قبل كل شيء الموهبة هي بالدرجة الأساس ثم المطالعة والتسلح سلاح الثقافة،كيف تستطيع الكتابة بدون أذن موسيقية وأحاسيس تجعلك تسافر برحلة مع القصيدة
*للقصيدة مآزقها ومكائدها ومضائقها هل يستطيع الشاعر النجاة من هذه المكائد دائمًا؟
-القصيدة هي مكنون داخل صندوق حينما تمسك طرفها الأول سوف تسترسل لديك القصيدة بسهولة وسلاسة شريطة أن تكون تعبر عن موضوع هادف يجذب القراء
*القصيدة رسالة مفتوحة للعالم، وأنت تكتب هل تفكر في القارئ؟
-نعم بالدرجة الأساس هو التفكير بالقارئ وما مدى استلطافه للقصيدة
*عملية اختيار عناوين الدواوين والقصائد صعبة، وأحيانًا كثيرة تؤرّق الشاعر، كيف تختار عناوين قصائدك، وهل من طقوس معينة في الاختيار؟
-أنا حينما أكتب عن موضوع ما لم أفكر بأسم للقصيدة لأن الأسم مرتبط بالموضوع وكذلك اسم الديوان
*زمان ومكان الكتابة يختلف من مبدع أو شاعر لآخر، منهم من يكتب في الليل، ومنهم في ساعات الصباح الأولى، بعضهم يفضل المقهى، آخرون عزلة في مكاتبهم، كيف هي طقوس الكتابة عندك زمنيا و مكانيا؟
-انا اختلف كليا عن هؤلاء فكتاباتي تكون آنية في اي وقت وتكون في نفس الوقت أما ليلا أو نهارا
*ماذا يعني لك أن تكون شاعرًا الآن؟
-أكون شاعرا الآن
لماذا تأنق عند الخروج..؟
وتلبس انت ثيابا الغنى
وعندي اراك كثير الشرود
وتعصف فينا رياح الهوى
نسيت بإنك انت الحبيب
ولحظة حبك عندي المنى
تصول بقلبي وانت الأمير
وكل الرجال سواك… فلا
و تأمر أنت بأمر ..مطاع
وفكري و سمعي أليك صغى
تبدل حبي بحبٍ جديد
تقول بأني’ صرت .. البلا
حرامٌ عليك تغيظ الشعور
و تغرز قلبي بسهمٍ ، دمى
فأنت الحبيب وانت الطبيب
وانت سني العمر، ان ما بقى
و تهجر قلبا وكان القريب
و بالروح حبك دوما طغى
فحب حبيبا وعش بحياة
تمجد ، ذكراك فوق الثرى
اراك قريبا تود اعتذارا
وتأسف مني لما قد جرى
فحالة طيشٍ تصيب الرجال
و زوجةَ عمر كفيض ، النقا..
*فيما تخصنا خلال هذه المساحة ؟
-الليل
يُّها الليل المدجّج بالسواد
عندما تأتي إلينا كل يوم
تخلدُ الأنفاس في لحظة نوم
تتوارى الروح خلف اليأس
من جنح الظلام…
وطيور الروض في أعشاشها
أمست تنام…
أيٌّها الليل الذي يأتي وما من مرةٍ
ضل الطريق
ياقديماً عمرهُ كالأرض….
ياأكبر صديق……
نحن لا نعرف عمره
كلنا في الكون نخضع
طوع أمره…
يرحلُ عنّا إذا الفجرِ أقترب
من بصيص الضوء
ليل الأمس يحدوه الهرب…
تاركاً خلف سواده…
بعض أحداثٍ مثيرة
من هموم وطرب ….
أيّها الليل الرمادي الطويل
أيُّها الحامل أسرار الحياة
هل تجبني…؟
ماهو معنى الحياة…
وشعوب العالم الثالث
مازالوا على العهد القديم
في سبات….
هل تجبني ماهو معنى الحياة…؟
كيف تمضي في سماك
عندما يأتي النهار…
لا نراك……
أيٌّها الليل…. لاتهرب
فما ليلٌ سواك
*اي اضافات غابت عني؟
-الشيب
أمسى قريباً
قادماً مسرع الخطى
يُلَوحُ بلونه الأبيض لهذه السنين
كنتُ أرغبُ أن يبطئ في خطاه
يتوارى خلف هذا الليل
فلا ليلٌ سواه
يأسر الأعوام عندي
في متاهات الحياة
كيف لي أن أكسر الصحوَ وأغفو
وأنا أجهل مايبغيه مني
وأجهل مبتغاه…
أنه لونٌ رماديٌ كثيف
كدخانٍ في سماه
ذلك الشيب الغريب
فوق رأسي بارزاً
يفضحُ أسرار عمري في عُلاه
كف عنّي…أو تَمَهّل
وحبيبي حين يسأل
من لساني تهرب الجرأةَ
ويلي ماعساه
أغداً تسرق أحلامي وحبي
أيّها الشيب تمهل …
لا تصب في السهم قلبي
ليتني أملكُ غيره
فأنا أطلب رضاه
راحلا عمري الى سفرٍ بعيد
يبحثُ فيهِ عن أملٍ جديد
تتوالى الأعيادُ …عيدٌ بعد عيد…
يكثر الشيبُ …ويمضي
دون أن أفهم مني ما يريد
تاه فكري …في زواياه
شَعريَ أبيض اللون جليد
لم أعد أشبه نفسي في شبابي
ولكبر السن…أصبحنا عبيد
*كلمة نختم بها حوارنا ؟
قافية الفصول
يحلم الحرف بشعرٍ
يمتطي خيلَ الوصولٰ
تاركاً خلف المرايا
وجهَهُ المُخزي الخجولٰ
أين ذاك العصر والفن الجميلْ؟
أين نفحُ الناي بالسحرِ العليل
أين ماكان يرويه الخليل؟
من قضايا وحلول..
أيها المسجون في داجي الظلام؟
منذُ عامْ..
لم تكن مجرمَ حربٍ
أو تكنٰ قاتل حرفٍ
إنّه محضُ إتهام…
كنت ترمى أيّها المسجون..ظُلماً من ملايين الأنامْ..
بالسهامْ
إنه عهد النفاق
عهد عبدالله المنافق بن سلولْ
ألف وجهٍ..وألف صورة
ألف …ألف
عكست كل النوايا.
في المرايا
كلها يوماً تزول
أيُّ شعرٍيتغنى لثعالب…!
أيُّ شعرٍيتغنى بعقارب…!
لرجال الدين…
للسُرُاقِ أصحابِ المناصبْ
غرقت ياموطني كل المراكب
لم يعد للشطّ من ظِلٍ جميل
لم يعد في الشط قارب
هل أصاب النخلَ من قولي الذهول؟!
فهي قافية الفصول…
وتسعير المناصب…
كم شهيدٍ في بلادي
من شريفٍ وفقيرٍ ألف كاتب
تم توزيع المناصب
للصوصٍ وعميلٍ بل و هارب
هل أصابكَ من قولي الذهول
فهي قافية الفصول
قاسم عبد العزيز الدوسري



