مقالات و رأي

في اليوم العالمي للتطوع… كيان تصنع الأثر وتغرس الأمل

بقلم/ د. وسيلة محمود الحلبي

في اليوم العالمي للتطوع، نقف إجلالًا لكل يدٍ تمتد بالعطاء، ولكل قلبٍ ينبض بخيرٍ لا ينتظر المقابل. إنه يوم عالمي للاحتفاء بقيمةٍ إنسانيةٍ سامية، تُجسد أسمى معاني التراحم والتكافل، وتؤكد أن التطوع ليس مجرد عمل إضافي، بل رسالة حياة تُحدث الفرق، وتصنع الأثر، وتبني الأوطان.

وقد جعلت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة من التطوع نهجًا راسخًا ومسارًا تنمويًا متكاملًا، إيمانًا بأن العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء مجتمعٍ متماسك ومزدهر، وقيمة جوهرية تُسهم في تمكين الأفراد وتعزيز الوعي المجتمعي بمسؤولية دعم الأيتام ورعايتهم نفسيًا، اجتماعيًا، وتعليميًا.

في كيان، لا يقتصر دور التطوع على تقديم الخدمات فحسب، بل يمتد ليكون منصة للوعي والتأثير، تُصاغ من خلالها المبادرات النوعية والبرامج التوعوية التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاحتضان، وغرس ثقافة التكافل الاجتماعي، وبناء جسور التواصل بين الأيتام والمجتمع، ليشعر كل طفل أنه جزء أصيل من وطن يحتضنه ويؤمن بقدراته وطموحاته.

وقد أسهم المتطوعون في كيان – بكل ما يملكونه من شغف وإخلاص – في صناعة لحظات بهجة، ومسارات نجاح، ونوافذ أمل لأبنائنا الأيتام، فكانوا شركاء حقيقيين في مشروع التمكين، وداعمين لمسيرة التعليم والتأهيل، ورفاقًا في تنمية المهارات، ومساندين في رسم مستقبلٍ أكثر إشراقًا لأطفالٍ يستحقون الحياة بكل جمالها.

إن التطوع في جمعية كيان ليس مجرد وقت يُبذل، بل عطاء يُثمر إنسانًا، ويبني ثقة، ويزرع أمنًا، ويصنع قصص نجاح تُروى للأجيال. وهو دعوة مفتوحة لكل أفراد المجتمع ليكونوا جزءًا من هذه الرحلة المباركة، فكل ساعة تطوع، وكل كلمة دعم، وكل مبادرة عطاء، تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة يتيم، وتُسهم في ترسيخ قيم الرحمة والمسؤولية المشتركة.

وفي هذا اليوم العالمي للتطوع، نجدد شكرنا لكل متطوع ومتطوعة حملوا رسالة كيان في قلوبهم، وكانوا عنوانًا للوفاء والعطاء، ونؤكد أن التطوع ليس خيارًا، بل ضرورة حضارية تبني الإنسان قبل أن تبني المكان.

كل عام ومتطوعونا بخير… وبالعطاء نسمو، وبالخير نستمر، ومع كيان نصنع الأمل ونمنح الحياة معنى.


د. وسيلة محمود الحلبي
سفيرة الإعلام العربي
مسؤولة الإعلام والنشر بجمعية كيان للأيتام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى