الصحة

طلال اليافعي : جودة نظم التأمين الصحي تعزّز ولاء المستفيدين وتدعم استدامة القطاع

جدة – ماهر عبدالوهاب
تنسيق – شمايل المطيري

أكّد عمر طلال اليافعي، مدير إدارة الموارد الذاتية بمستشفى الثغر العام وباحث دكتوراه في إدارة المستشفيات، أن جودة نظم التأمين الصحي أصبحت ركيزة أساسية لتعزيز ولاء المستفيدين في المملكة العربية السعودية، في ظل التحولات التنظيمية والرقمية المتسارعة التي يشهدها القطاع الصحي خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح اليافعي أن قطاع التأمين الصحي يشهد نقلة نوعية مدفوعة بتطوير الأطر التشريعية، والتوسع في البنية التحتية الصحية، واعتماد أنظمة رقمية متقدمة رفعت من كفاءة الخدمات وسرّعت الإجراءات، مشيرًا إلى أن المستفيد بات محور هذه التحولات، وأن مستوى الجودة أصبح العامل الحاسم في بناء الثقة والاستمرارية.

وبيّن أن مفهوم جودة التأمين لم يعد يقتصر على نطاق التغطية الطبية، بل امتد ليشمل تجربة المستفيد الكاملة، بدءًا من سهولة التواصل مع شركات التأمين، مرورًا بسرعة الموافقات الطبية، وانتهاءً بوضوح المعلومات وتكاملها. وأضاف أن تقديم خدمة صحية سلسة وخالية من التعقيدات ينعكس مباشرة على رضا المستفيد وارتباطه بالشركة المقدّمة للخدمة.

وفي جانب التحول الرقمي، أشار اليافعي إلى أن تطبيق منظومات إلكترونية متطورة، من أبرزها نظام نفيس، أسهم في ربط شركات التأمين بمقدمي الرعاية الصحية بشكل فوري، ما ساعد على تسريع الموافقات وتقليل الإجراءات الورقية والأخطاء التشغيلية، إلى جانب تمكين المستفيدين من إدارة مطالباتهم والاطلاع على تغطياتهم بسهولة وشفافية.

كما نوّه بالدور التنظيمي الذي يضطلع به مجلس الضمان الصحي، عبر سن تشريعات وبرامج رقابية لتقييم أداء شركات التأمين ومقدمي الخدمة، ونشر تقارير دورية لقياس الالتزام بمعايير الجودة، الأمر الذي أسهم في رفع مستوى المنافسة وتحسين خدمات إدارة المطالبات.

واعتبر اليافعي أن ولاء المستفيدين يُعد مؤشرًا رئيسيًا على صحة سوق التأمين، حيث إن المستفيد الواثق من شمول التغطية وسلاسة الخدمة وعدالة التكلفة يكون أكثر استعدادًا للاستمرار مع نفس الجهة، بل والتوصية بها، بما يدعم استقرار السوق ويحسّن سمعة القطاع الصحي وموثوقيته.

وأشار في الوقت نفسه إلى وجود تحديات ما زالت قائمة، من أبرزها تفاوت مستوى الخدمة بين بعض مقدمي الرعاية، وتأخر تسوية بعض المطالبات، إضافة إلى اختلاف الأسعار بين الشركات، مؤكدًا أن معالجة هذه التحديات تمثل خطوة محورية لتعزيز الثقة ورفع مستويات الولاء.

واختتم اليافعي حديثه بالتأكيد على أن تطوير منظومة التأمين الصحي يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع تحسين جودة الحياة في صميم أولوياتها، متوقعًا أن تسهم التحديثات التنظيمية والرقمية المقبلة في بناء نموذج تأميني أكثر كفاءة واستدامة، يضع المستفيد في قلب الاهتمام ويضمن له تجربة صحية متكاملة وآمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى