هواجس بيكاسو النفسية تثير جماًلا .. بـفيلم فرنسا 1911

فوزية عباس / روافد:

“إذا صرت جنديًا سوف تصبح جنرالاً ، وإذا صرت راهبًا سوف تصبح بابا الفاتيكان ، بدلا من هذا كله صرت رسامًا وأصبحت بيكاسو” إنسيابية فنية شاعرية أثارها فيلم الرسوم المتحركة القصير التونسى “فرنسا 1911” للمخرج محمد الفقى والذى قام من خلال هذا العمل الفنى تخطى مجرد تقديم “سينما التحريك” بل مزج بينه وبين السينما الروائية كذلك الوثائقية بأسلوب ابتكارى ، ركز من خلاله على الوجدان النفسى وخاصة فى حديثه عن أشهر فنان أسبانى تشكيلى فى العالم “بابلو بيكاسو” والذى ينسب له الفضل فى تأسيس الحركة التكعبية فى الفن.

حيث بدأت الأحداث بسرد أشهر عملية سرقة لوحات فنية فى العصر الحديث “سرقة القرن” بدولة فرنسا عــ1911ـام والذى قُدم خلال الأحداث على هيئة رسوم متحركة ، لتنتقل الأحداث رويدًا رويدًا لإشارة إلى الهواجس الفنية والنفسية والجوانب الخفية بحياة بيكاسو والذى ظهر بصورة روائية ، حيث أبرز العمل بأن السرقة ليس سببًا مؤرقًا لبيكاسو بقدر الجهل بقيمة لوحاته والتى تعبر عن لغة العقول والمرآة العاكسة لنور الحقيقة بعيدًا عن الوهم والتقاليد الغريبة ، حيث يؤكد بيكاسو بأن الرسم مرآة واسعة عاكسة لصخب الواقع وناطقة للحقيقة الكونية والتراجيديا الأبدية ، ففى اللوحة نسمع صوت الرعشة والرجفة ، نرى البشر دون أسماء أو ألوان مجردين من القيود والحدود . فكيف للسارقين لم يستفزهم بوح وجمال اللوحات فلابد لم تصلهم الحقيقة قيمة رسائل الفن التشكيلي .

ومن المثير فى حديث بيكاسو الروحى إشارته بالفرحة لو كانت السرقة بهدف الاستمتاع بها ليشعر بقيمة أعماله ولكنهم من وجهة نظره اختاروا أن يصبحوا أغبياء المشاعر .

لعبت الموسيقى التصويرية تأثيرًا ملحوظًا على الأحداث وخاصة تناسبها الملحوظ مع صوت الراوى لصوت بيكاسو والذى اهتم بأعماق الحالة النفسية بيكاسو وتأثره الفعلى بالفن التشكيلى العامل الأهم لتشكيل شخصيته فـيقال إن الحركة السريالية تؤمن بأن الفن يتعين أن يعبر عن العقل الباطن، مستكشفا الأحلام والذكريات الدفينة، ويقولون إن فن بيكاسو هو ما أثر في أفكارهم، وهو القائل إن الموضوعات اليومية والمناظر من الممكن أن تأخذ عمقا أعمق من اللاوعي. تم تصوير هذا الفيلم و تطويره بدعم من قبل مؤسسة كمال الأزعر التي أمنت بالمشروع و بفكرته الرئيسية ، كذلك المنتج المنفذ ” رمزي عمار” و الكاتب “رياض البوسليمي” و مخرج أفلام الكرتون “بلال بوعزيز” و بطل الفيلم الذي لعب دور بيكاسو “سيف الدين بن باي” .

ولأمكانيات فريق العمل التى لا تسمح لهم بتوفير ديكور يعود بالجمهور لفرنسا سنة 1911 لذلك تم الإستعانة بالكرتون للعودة إلى الماضي والتى تعكس البعد الجمالى وروح المغامرة . جدير بالذكر أن الفيلم شارك فى أكثر من 20 مهرجان سينمائى فى 18 دولة ابرزهم إيطاليا والولايات المتحدة والعراق وسوريا والمغرب واليابان وإنجلترا ، وتم اختياره مؤخرًا للمشاركة بمهرجان صور السينمائي الدولي في لبنان ، كما نال الجائزة الثانية كأفضل فيلم تحركى في مهرجان كركوك السينمائي الدولى بالعراق .

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

موفي سينما توقع إتفاقية “توطين” مع وزارة الموارد البشرية لدعم وتمكين الشباب والشابات السعوديين

هدى الخطيب وقعت شركة موفي لدور السينما اتفاقية “برنامج توطين” مع وزارة الموارد البشرية والتنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.