اليوم العالمي للأسرة يوافق 15 مايو الأسرة والمجتمع

تقرير:عبدالعزيز العنزي

يصادف اليـوم 15مايو اليوم العالمي للأسرة، الذي يحتفل به في 15 مايو من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، للدعوة إلى الاهتمام بالأسرة وحث كافة الدول والهيئات الرسـمية وغير الرسـمية للعمل علـى رفع المستوى المعيشى للأسرة لتكون وحدة فعالة فى التنمية الشاملة وتحقيق الأهداف التنموية.
تشهد الأسر في جميع أنحاء العالم تغيرات، فالعديد منها يزداد صغرا مع ارتفاع عدد الأسر المعيشية الوحيدة الوالد. وفي الوقت الراهن، تتألف نسبة 65% من جميع الأسر إما من أزواج يعيشون مع أطفال من أي سن أو من أزواج في آن واحد مع أطفال وأفراد من الأسرة الموسعة مثل الأجداد. ويؤدي تراجع عدد الأسر الموسعة وازدياد عدد الأسر الوحيدة الوالد إلى تركيز الانتباه بشدة على مسألة الحماية الاجتماعية.
يعتبر الغرض من هذا اليوم هو الاعتراف بأهمية الأسرة في المجتمع، لذا نجد أن هناك العديد من الأسر تقوم بمشاركة تناول الطعام مع أصدقائهم، كما انهم يتشاركون الحديث عن العديد من الموضوعات الهامة التي تتعلق بالأسرة.
كيفية الاحتفال بيوم الأسرة العالمي في دول العالم
هناك العديد من الطرق المختلفة للاحتفال بهذا اليوم في جميع أنحاء العالم، ومن أهم تلك الطرق:
يرتب المسئولون الحكوميون مجموعة من المناقشات حول التحديات المختلفة التي تواجهها الأسر في مجتمعاتهم.
تشارك بعض الشركات والمنظمات أيضا في الاحتفال بهذا اليوم، لذا نجد قيام تلك الشركات بتنظيم احتفال لموظفيها وعائلاتهم. ويمنح ذلك لأفراد عائلة الموظفين من أجل التعرف على ثقافة الشركات وتكوين بعض الروابط مع أشخاص آخرين داخل تلك الشركات.
أهمية الأسرة في الإسلام
الأسرة هي اللبِنة الأساسية في تكوين المجتمع، فمن مجموع الأُسر يتكون المجتمع، وبالتالي فإنّ صلاحها صلاحٌ له، وفسادها إفسادٌ للمجتمع، وبقوة الأسر قوةٌ ودعمٌ للمجتمع، وبضعفها ضعفٌ له، لذلك اهتمّ الإسلام اهتماماً كبيراً في تلك اللبنة، وجعل لها شأناً عظيماً، ومقاماً جليلاً،
دور الأسرة في تربية الأبناء

تعدّ تربية الأبناء من الأمور التي تجعل للأسرة في الإسلام أهميةً كبيرةً، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة) فإنّ للأسرة دور كبير في رعاية الأبناء، والاهتمام بهم، فهم أمانةٌ أمام الله تعالى، وإنّ الآباء مسؤولون عنها، وسيحاسبون عليها، وفيما يأتي بيان الأدوار التي يجب على الأسرة تأديتها تجاه أبنائها
تربية الأبناء منذ الصغر، فإنّ قلوبهم في السنوات الأولى تكون طاهرةً وخاليةً من كلّ نقشٍ وصورةٍ، وعندهم القابلية للنقش عليها، فإن زُرع فيهم خيراً، نبت وظهر ونشأ الأبناء على ذلك، ونالوا السعادة في الدنيا والآخرة، وإن زُرع فيهم شرٌ، فإنّه سيظهر كذلك عليهم، وينشأ الأبناء عليه، ويشقّوا ويهلكوا، والوِزر في ذلك في رقبة والديهم، والولي عنهم، يقول بعض أساتذة علم النفس: (أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء، نُعطيكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء)، وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي ينبغي تعويد الأبناء عليها منذ صغرهم: توجيههم إلى الإيمان بالله وتوحيده، واعتناق العقيدة الصحيحة، بحيث يكون ذلك بأسلوبٍ سهلٍ مبسطٍ، يتناسب مع عقولهم. بثّ حبّ الله -تعالى- في قلوبهم، وزرع شعور مراقبته، والخوف منه، ويكون ذلك بطرقٍ عديدةٍ، منها: تعليمهم أسماء الله الحسنى، وبيان أثرها على حياتهم وسلوكهم. الحثّ الدائم لهم على إقامة الصلاة. تعليمهم الآداب العامة. تشكيل الخلق الطيب، والسلوك السليم عند الأبناء، فكما قيل: (الرجال لا يُولدون، بل يُصنعون)، وقيل أيضاً: (إنّ وراء كلّ رجلٍ أبوين مربيين)، وكما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (الصلاح من الله، والأدب من الآباء). المعاملة الحسنة مع الأبناء، وتقديم العطاء المعنوي والمادي لهم، والعدل بينهم في ذلك، دون تفرقةٍ أو تمييزٍ بين ذكرٍ أو أنثى، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي). الحرص الدائم على إيجاد بيئةٍ آمنةٍ، ووسطٍ مستقرٍ ينشأ فيه الأبناء، بعيدةً كلّ البعد عن المشاكل والضغوطات النفسية، والاجتماعية. التعامل المعتدل مع الأبناء، فإنّ الأسر في معاملتها مع أبنائها تقسم إلى ثلاثة أنواعٍ: النوع الأول: التعامل القاسي؛ وهو الذي يتّصف بالشدّة، والضرب، والإهانة للأبناء، والإهمال الكبير لهم، فيُحرم الآباء بسبب تلك المعاملة من حبّ أبنائهم وبرّهم بهم، ويُحرم الأبناء كذلك من أبوين متفهمين، ومن أسرةٍ سعيدةٍ مستقرةٍ. النوع الثاني: التعامل الليّن؛ وهو الذي يتّصف بالدلال، بل بالإفراط فيه، وتلبية كلّ طلبات الأبناء، مهما كانت أو كثُرت، ممّا يؤدي إلى إيجاد أسرةٍ فوضويةٍ. النوع الثالث: التعامل المعتدل؛ وهو الذي يتصف بالتوسّط، دون إفراطٍ ولا تفريطٍ، بحيث يمتزج في ذلك التعامل العقل والعاطفة، فيصل الآباء إلى طريقةٍ وسطيةٍ في التعامل مع أبنائهم، تُنتج أفراداً ذي شخصيةٍ سليمةٍ وصحيحةٍ، وذلك هو النوع من المعاملة الذي ينبغي على الأسرة أن تسير عليه.

يقول الدكتور أكرم ضياء العمري: (إنّ حبّ الطفل لا يعني بالطبع عدم تأديبه وتعليمه آداب السلوك الاجتماعي منذ الصغر؛ مثل تعويده على التعامل الحسن مع أصدقائه، وتعويده على احترام من هو أكبر سناً منه، وتعميق الرقابة الذاتية لديه، أيّ قدرته على تحديد الضوابط لسلوكه تجاه الآخرين؛ فإذاً لا بُدّ من التوازن بين التأديب للطفل والتعاطف معه، فكما أنّه لا يصلح الخضوع الدائم لطلبات الطفل، إنّه لا يصلح استمرار الضغط عليه وكَبْتِهِ، فالتدليل الزائد لا يُعَوِّدُهُ على مواجهة صعوبات الحياة، والضغط الزائد يجعله منطوياً على نفسه مكبوتاً، يعاني من الحرمان).

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

لأول مرة…. جمعية «متعددة الأغراض» تقيم إفطاراً جماعياً لمنسوبيها في «جازان»

جازان – عبدالله عكور نظمت الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بمنطقة جازان مساء اليوم، إفطاراً جماعياً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.