الحج… رحلة إيمانية وخدمات رائدة
المستشار هاني زكي الفل
الحج أحد أعظم الشعائر التي يجتمع فيها المسلمون من أنحاء المعمورة على قلب واحد، في مشهد مهيب يجسد روح الوحدة والتجرد والخشوع.
وفي هذا الموسم المبارك، يتجلى المعنى الحقيقي للرحلة الإيمانية، حيث يتجرد الحاج من الدنيا، ويُقبل على الله بقلب خاشع وروح تواقة للمغفرة والرضا.
ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية، تولّت شرف خدمة ضيوف الرحمن، فأبدعت في تقديم خدمات متكاملة على أعلى المستويات. فقد أنشأت منظومة متطورة لخدمة ضيوف الرحمن من الاستقبال الي التوديع.
ويأتي هذا امتدادًا لاهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله – اللذين يوليان خدمة الحجاج والمشاعر المقدسة عناية استثنائية، ويحرصان على تسخير كل الإمكانات لضمان راحة الحاج وأمنه وسلامته، في إطار رؤية طموحة تدمج بين أصالة الرسالة وقدرات العصر.
ولعبت وزارة الحج والعمرة بقيادة معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، دورًا محوريًا في تنسيق جهود القطاعات الحكومية والخاصة، وتنظيم إجراءات الحجاج منذ إصدار التأشيرات وحتى مغادرتهم، باستخدام أحدث الحلول التقنية لتيسير الرحلة وتحسين تجربة ضيوف الرحمن.
وفي الجانب التوعوي والإرشادي، برز دور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، التي وفّرت البرامج التثقيفية والخطب والدروس بلغات متعددة، هذا لضمان أداء المناسك وفق الهدي النبوي. كما أشرفت على توزيع نسخ من المصحف الشريف من اصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على الحجاج عند مغادرتهم، لتكون هدية خالدة تحمل ذكرى هذه الرحلة المباركة.
وفي مشهد وطني مشرف، يتجلّى دور أبناء هذا الوطن المعطاء في مواسم الحج، حيث يقدّم صور في استقبال الحجاج بقلوب صافية وسلوكيات راقية. تجدهم في المحطات والفنادق والمراكز التطوعية، يلبّون النداء بخدمة الحاج و ينسجون لوحة من العطاء بتقديم الخدمات اللوجستية بروح حماسية ومسؤولية وطنية عالية.
إنهم جميعًا ليسوا مجرد موظفين أو متطوعين، بل هم أبناء الوطن… فرسان السعودية، الذين يتوارثون هذا الشرف جيلاً بعد جيل، ويؤدونه بمحبة وإيمان وشرف، في سبيل خدمة الحاج والزائر، ورفع راية الوطن في أعظم بقاع الأرض.
الحج ليس فقط شعيرة بل تجربة روحية وحضارية تجسد فيها جهود قيادة ترعى الحرمين، وشعب يعتز بخدمة الحجاج وأمة تجتمع على كلمة التوحيد.
