فيلم «المرسال اللى بعته» نموذج الأصالة والتراث على طريقة الاجداد

روافد العربية / فوزية عباس 

عملت مخرجة الفيلم التسجيلى القصير “المرسال اللى بعته” على نقل حالة فنية مميزة من خلال تسليط الضوء على أحد الأحفاد “الحج على جلال” الذى أصبح الأن فى مصاف الأجداد ، عمل خلال مشواره فى الحفاظ على تراث أجداده حيث انتقل من أسنا التابعة لمحافظة الاقصر إلى القاهرة ، ونظرًا لبعد المسافات وتبدل الأحوال ، قام بتسجيل كافة التفاصيل المتعلقة بمن حوله والأغانى الخاصة بمدينته ، حتى يتكمن من الرجوع والحنيــن للماضى مرة آخرى بصورة تاره تثير الفرحة وتاره أخرى تثير الشجن والدموع حين يتذكر كلمات والدته المؤثرة والتى يمتلىء صوتها الرخيم بالحكمة والموعظة الذى يعمل على الحفاظ على تلك الكلمات.

فعندما أصبح هو أيضا جدا لديه هو أيضا مسئولية الحفاظ على هذا التراث التسجيلي الهـــام ( الفن الأسوانى الأصيل ) وجملته الشهيرة بالفيلم (لو التراث انتهى لا يوجد لحظتها فن أو حياة ) وتعد هذه التسجيلات توثيقًا خاصًا مرسلاً من إسنا إلى القاهرة خلال فترة السبيعينات والثمانينات من القرن الماضى ومن أشهرها أغنية أحلى حكاية لمحمود حسيب ، ونعناع الجنينة لرشاد عبد العال .

علقت على ذلك مخرجة العمل “أسماء جمال” خلال ندوه عرض الفيلم بمهرجان السينما للجميع 2020 الدورة الثانية ، والتى أكدت على قيامها بتصوير الفيلم على مدار أربعة أشهر ، وقامت فكرة الفيلم على تعارف الأجيال الحالية على تراث الأجداد بل والسعى للحفاظ عليه من التلف .

وذلك من خلال قيام الحج على بالاحتفاظ بكل ما هو تراثى وجذاب حتى يأتى اليوم الذى يراه فيه الجمهور ويستمتع معه بهذه الأصوات المريحة ويتذكر معها أجمل الذكريات ، فيقول علي جلال عن علاقته بأصوله، ”نِفسي أن ناس كتير ماتقلعش توبها، ونخلّي اللون الأسواني لون جامد… نرقص ونغني ونفرح على الدقة بتاعتنا“.

مشيرًا إلى أهمية تلك المكتبة الضخمة الثرية التى تحتوى على شرائط الكاسيت المنقسمة بين تسجيلات شخصية وإنتاجات تجارية محلية، يسمعها باستمرار ويحبّب أطفاله وأحفاده فيها.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تبخرت المصداقية والمشاعر في هذا المجتمع الغريب

المدينة المنورة- سمير الفرشوطي في مجتمع يكتنفه الغموض والتغييرات المتسارعة، نشهد تبخرًا حقيقيًا لمفاهيم كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.