الصدى الأدبي

برد الضياع

علي هتان

مِنْ قبْرِها نَبَتَتْ غاباتُ مأساتي
وأظلَمَت تَرْتَوي دَمْعُ ابْتِهَالاتِي

عِقْدانِ مِنْ أَلمٍ شَقَّتْ مَخَالبُها
ثوبَ السَّعَادَةِ عنْ صَدْرِ المُعًانَاةِ

ناديّتُها فالْتَوَتْ أَغصَانُها وجَعاً
تَضُمُّنِي بَيْنَ آلافِ الحِكَايَاتِ

مُذْ فارَقَتْني وأطْيَافُ الحنينِ لها
في مَسْرحِ الفِكْرِ أَدْوَارُ البُطّولاتِ

أُمي وأبْحَثُ عنْ كَفِّيكِ مُرْتَدِياً
بَرْدَ الضَيَاعِ وقدْ طالَتْ شَتَاءَاتِي

عُودِي فَمَا زِلْتُ طِفْلاً أَجْدَبَتْ شَفَتِي
مِنْ أحْرُفِ المَاءْ يا عَذْبَ النِدَاءاتِ

أحْتَاجُ بِرِكِ باباً وقَفْتُ بِهِ
أرْجُو الدُخُول لِأنْهَارٍ وجَنَّاتِ

كأنَّهَا اليَومَ تُنْعى لِي فَفَاجِعَتِي
تَسْقِي بِحَنْظَلِها كأْسَ المَسَاءَاتِ

هلْ لِلْقَصِيدِ بِيَومِ اليُتْمِ غَيْرُ أَسَاً
آهاتُهُ أَطْفَأَتْ شَمْـعَ العِباراتِ

مشارِقُ العيدِ في عَينيَّ قد غَرَبتْ
مُنذُ ارتَحَلتِ فيا لَهْفَ المَسرَّاتِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى