وداعًا الرجل الطيب (عبدالعزيزالعقيل)

د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان.

رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.

قال الله تعالى:
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.
وقال تعالى: “كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت”.
إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى.
لا نقول إلا ما قاله الصابرون: “الَّذِينَ إِذَا أَصَأبَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.
والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك أبا خالد لمحزنون، فالله تعالى جعل الصبر مبعث خيرًا وأجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، لأن الصابرين على المصائب موعودون بالخير لهم ولفقيدهم -يرحمه الله- تعالى.

مات يرحمه الله تعالى تاركاً أبناءً مخلصين، وبناتٍ مخلصاتٍ، يحرصون- يحفظهم الله تعالى جميعهم- على العمل الخيري والإنساني… يتمثلون قوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” كما يمثلون الحديث الشريف :” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
.
تربطنا به علاقة قوية وإخلاص من عهد أبي – يرحمه الله تعالى- وجميع موتى المسلمين والمسلمات، وماتزال الصلة والتواصل.

عرفت عنه- يرحمه الله تعالى- قوة علاقته برب العالمين، وأعماله وتصرفاته الراسخة تدلُّ على أنه قريبٌ من الله تعالى، ويعمل على كل ما يرضيه، ويبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى، فهو نعم الرجل الثقة الصامت الحكيم، التقي النقي، صاحب رسالة وظيفية، عمل في وزارة الداخلية، وكان مقربا للجميع، بما يملك من قدرة كافية على العطاء والتميز والتقدم، وطنياً من الطراز المتميز، وكان نزيهاً إلى أقصى درجات النزاهة، وكان مهذباً ولطيفاً مع الآخرين، وكان متواضعاً إلى درجة كبيرة، ومن أبعد الناس عن المظاهر والرسميات، وصاحب روح مرحة وبديهة حاضرة، وكريمًا دون تبذير، ومقتصدًا دون تقتير.
لقد توفي وترك أثرًا وَاضَحَا وذكرى طيبة في نفوس أبنائه، ونفوسنا بما هيأ له الله تعالى من صفات حسنة تميز بها وعُرِفت عنه، والناس شهود الله تعالى في أرضه، لم يبق علينا سوى دعواتنا له بالمغفرة والرحمة، والتصدق عنه، ولجميع موتى المسلمين والمسلمات، والدعاء لأسرته الكبيرة العقيل، وجميع من عرفه بالصبر والاحتساب.

لذا أقدم الدعاء وصادق المواساة للجميع في الفقيد الغالي – رحمه الله تعالى- رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء، والشهداء، والصالحين، والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا،
اللهم جازه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانا، واغسله من الذنوب والخطايا بماء الثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، ولوالدينا جميعاً ولوالديهم وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجبر مصيبة الجميع، ويعظم الأجر، ويرزقنا الصبر والاحتساب.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

وطن آمن

بقلم / إبراهيم النعمي-جازان قادتني قدماي في إحدى الليالي إلى إحدى المجمعات والتي تحوي عددًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.