مقالات و رأي

الشك سلاح يفتك بالإبداع” “بيئة عمل تحت المراقبة الدائمة”

بقلم / منال سالم

قد لا يكون الامتحان الأصعب في الإدارة هو ضغط الأرقام أو مواجهة المنافسة، بل لحظة غير متوقعة يتبدّل فيها المشهد، وتجد نفسك متَّهَمًا بما لم تقترفه. تُقال كلمة واحدة، تهزّ الثقة، وتفتح باب الشك… حينها يصبح الموقف ساحة اختبار حقيقية: إما أن تنكسر تحت وطأة الظنون، أو تُثبت أن الصدق لا يحتاج إلى صراخ ليدافع عن نفسه.
التحكّم في الانفعال
عند سماع الاتهام، قد يكون رد الفعل الطبيعي هو الدفاع أو الغضب، لكن الأفضل هو التروي. الهدوء يعطيك فرصة للتفكير بصفاء ويمنع تفاقم الموقف ومن المهم أن يطلب المدير من المالك توضيحًا مباشرًا:
“ممكن توضّح لي أين كان اللبس أو الموقف الذي جعلك تشعر أنني لم أكن صادقًا؟”
هذا يُظهر ثقة بالنفس ورغبة في الوضوح، ويمنح الطرف الآخر فرصة لإعادة النظر. الاعتماد على الشفافية والأدلة
الكلام وحده قد لا يكفي، لذا على المدير أن يُبرز الأدلة أو المراسلات أو التقارير التي تثبت صحة كلامه. الشفافية هي أقوى سلاح في مواجهة أي اتهام.
لابد من التفريق بين الكذب وسوء الفهم
أحيانًا، ما يراه المالك كذبًا قد يكون مجرد سوء فهم أو نقص في نقل المعلومة. على المدير أن يوضح ذلك بلغة بسيطة وبعيدة عن التبرير المفرط.
واحرص على تعزيز الثقة
الثقة بين المدير ومالك المنشأة أساس نجاح أي عمل. لذلك، من المهم أن يوضح المدير أنه يضع سمعته ومصداقيته في المرتبة الأولى، وأنه لن يفرّط بها مهما كانت الظروف. واعلم ان التركيز على الحلول
اهم من التوقف عند الاتهام، والحفاظ على الاحترام المتبادلحتى لو كان المالك قاسيًا في كلماته، على المدير أن يرد باحترام. فهذا لا يحفظ مكانته أمام المالك فقط، بل أيضًا أمام الموظفين الذين يتابعون الموقف.

ليست كل التهم حقيقة، ولا كل الصمت هزيمة. ففي النهاية، يبقى الصدق أقوى من أي ظن، وتبقى الأفعال أوضح من كل الكلمات. المواقف التي تهزّ الثقة قد تكون في ظاهرها تهديدًا، لكنها في العمق فرصة ليظهر معدن المدير الحقيقي. فإما أن يترك الشرارة تحرقه، أو يحوّلها إلى نور يكشف به طريقًا أوضح نحو الاحترام واليقين.
حتى أنبياء الله لم يسلموا من الأذى والاتهام، ومع ذلك واصلوا طريقهم بثبات وإيمان. فكيف يُنتظر من إنسان عادي أن ينجو من النقد أو الظلم؟ المهم أن يكون قلبك مطمئنًا، ونيتك صافية، وعملك خالصًا.
أسعى أيها المدير في طريقك، وامضِ بخطوات واثقة، وتوكل على الله؛ فهو سبحانه الكفيل بأن يُظهر الحق ويُعلي شأن الصادقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى