البنر غير الأخلاقي في مباراة الأهلي والاتحاد
روافد .د/ فهدالأحمدي
شهدت مباراة الأهلي والاتحاد الأخيرة حادثة أثارت الكثير من الجدل بعد تداول صور لبنر يحمل مضمونًا غير أخلاقي ظهر داخل المدرجات خلال اللقاء.
وقد شكّلت هذه الواقعة محور اهتمام واسع في الوسط الرياضي، خصوصًا أن الديربي يعد من أكثر المباريات متابعة في الموسم، ما جعل ظهور مثل هذا السلوك خارجًا عن إطار التنافس المعتاد ومناقضًا للقيم التي تقوم عليها الرياضة.
ورغم أن التفاصيل الدقيقة ما زالت قيد المراجعة من قِبل الجهات المختصة، فإن المشاهد المتداولة أوضحت أن البنر تم رفعه لفترة قصيرة قبل أن تتدخل الفرق التنظيمية لإزالته، في الوقت الذي بدأت فيه اللجان الرسمية إجراءات التحقق لمعرفة الجهة التي قامت بإدخاله وكيفية تجاوزه للنقاط الأمنية التي تُشدد عادة على فحص أدوات التشجيع قبل دخولها إلى المدرجات.
إدارتا الأهلي والاتحاد أكدتا التزامهما التام بلوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحرصهما على أن تبقى المنافسة بينهما في إطارها الرياضي المشرف، مشددتين على أن أي تصرف فردي لا يمثل القاعدة الجماهيرية الكبيرة للناديين التي تُعرف بحضورها الداعم وولائها التاريخي. كما رحّب الناديان بفتح التحقيق الرسمي باعتباره خطوة ضرورية لضمان عدم تكرار مثل هذه السلوكيات التي تسيء للرياضة قبل أن تسيء لأي طرف آخر.
وتفتح هذه الحادثة بابًا مهمًا للنقاش حول ضرورة تعزيز الانضباط الجماهيري داخل الملاعب، خصوصًا في المباريات ذات الحضور الكثيف. فالملاعب السعودية شهدت خلال السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا على مستوى التنظيم، الأمر الذي يفرض استمرار ضبط أدوات التشجيع، وتطبيق لوائح واضحة على المخالفين، وتفعيل العقوبات الفردية التي تحاسب المتسبب الحقيقي دون الإضرار بالجماهير الملتزمة.
كما يرى مختصون أن مثل هذه الوقائع، رغم محدوديتها، تؤكد أهمية العمل المشترك بين الأندية والجهات المنظمة وروابط المشجعين لتثبيت ثقافة التشجيع الحضاري، والمحافظة على الصورة المتقدمة التي وصلت إليها الرياضة السعودية، سواء على مستوى المنافسات المحلية أو الفعاليات الدولية التي تستضيفها المملكة.
وتبقى الرسالة الأبرز اليوم أن الملاعب ليست مجرد مكان للتشجيع، بل مساحة عامة تمثّل صورة الرياضة في البلاد، وأن الحفاظ على هذه الصورة مسؤولية مشتركة، تبدأ من التزام الجماهير بالقيم الرياضية وتنتهي بإجراءات واضحة تمنع أي تجاوز يخرج عن روح المنافسة.
