مقالات و رأي

اليوم العالمي للتسامح… قيمة إنسانية تبني الأوطان

روافد .فهدالاحمدي
يُعد اليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، مناسبة دولية تؤكد فيها المجتمعات أهمية نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والكراهية، وترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل بين البشر مهما اختلفت معتقداتهم أو ثقافاتهم أو خلفياتهم الاجتماعية.

معنى التسامح وأبعاده الإنسانية

التسامح ليس ضعفًا ولا تنازلًا عن الحقوق، بل هو قوة أخلاقية تعكس مدى نضج الأفراد والمجتمعات وقدرتها على إدارة الخلافات بروح إيجابية. ويأتي التسامح كقيمة تحمي الإنسان أولًا، وتمنح المجتمع مساحة أكبر للسلام والتعايش، كما يسهم في تعزيز روح التعاون والإنتاجية داخل المؤسسات والبيئات التعليمية والعملية.

التسامح في الواقع المعاصر

أصبح العالم اليوم أكثر ترابطًا من أي وقت مضى، ومع هذا الترابط تتزايد التحديات المتعلقة بالصراعات الفكرية والثقافية. وهنا يظهر دور التسامح بوصفه جسرًا يعبر عليه الجميع نحو مجتمع أكثر انسجامًا، حيث تُحترم الآراء المختلفة، ويُفسح المجال للحوار بديلًا عن الصدام، وللتفاهم بديلًا عن التعصب.

التسامح في المجتمع السعودي

تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتعزيز مفهوم التسامح، من خلال برامج ترسّخ قيم الاعتدال والوسطية ومكافحة التعصب بكافة أشكاله. وقد انعكس ذلك في مبادرات تعليمية وثقافية واجتماعية، تهدف إلى بناء مجتمع واعٍ يعتمد الحوار ويحترم التعددية.

دور الأفراد في نشر التسامح

لا تقتصر مسؤولية نشر التسامح على المؤسسات فحسب، بل تبدأ من الفرد ذاته. فالكلمة الطيبة، واحترام الآراء، والقدرة على تجاوز الإساءة بالحكمة، كلها ممارسات بسيطة لكنها تُحدث أثرًا عميقًا في المجتمع. ويظل التسامح قيمة تُكتسب بالتربية والتعليم، وتترسخ بالممارسة اليومية.

خاتمة

إن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تذكير سنوي بأهمية أن نكون أكثر إنسانية، وأكثر وعيًا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا في بناء عالم يسوده السلام والاحترام. فالتسامح هو الطريق الأقصر نحو مستقبل آمن ومستقر، تُصان فيه الكرامة الإنسانية ويزدهر فيه التعايش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى