مقالات و رأي

“الشريك الأدبي يعيد التشكيل النمطي للمشهد الثقافي”

بقلم: د/أمل حمدان

لطالما ارتبط المشهد الثقافي بصور تقليدية من الأمسيات الكلاسيكية والأنشطة المركزية، لكن الزمن تغيّر، وتغيّر معه الوعي بأهمية الثقافة كأداة للتغيير المجتمعي والتمكين. وهنا برز “الشريك الأدبي”، كإحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة، ليعيد تشكيل النمط الثقافي السائد، بتوسيعه وتفعيله وربطه بالواقع.

في المدينة المنورة، حيث تتداخل القيم الروحية مع الامتداد الحضاري، جاء دور الشريك الأدبي ليحوّل الفعل الثقافي من مناسبة مؤقتة إلى ممارسة يومية. لم تعد المقاهي مجرد أماكن للجلوس، بل صارت منصات قرائية. ولم تعد النوادي الثقافية بيئة نخبوية، بل فضاءً مشتركًا يعكس أصوات الشباب والشابات والمواهب الجديدة.

الشريك الأدبي أوجد شراكة حقيقية بين الفرد والمؤسسة، بين المثقف والمجتمع، وبين الإبداع والواقع.
هو لا يقدّم الدعم المالي فحسب، بل يُؤسس لفكرة أن الثقافة مسؤولية مجتمعية، يجب أن يُتاح الوصول لها، والمشاركة في صناعتها.

بفضل هذا الحضور، أصبح بإمكان المؤلف المديني أن يرى إنتاجه في معارض الكتب، وتجد الجمعيات الثقافية متنفسًا لتوسيع برامجها، وتتحوّل اللقاءات من مجرد فعاليات إلى مشاريع مستدامة.

إن “الشريك الأدبي”لا يُعيد فقط رسم المشهد، بل يُعيد تعريفه.
وهو بذلك لا يكتفي بتحريك المياه الراكدة، بل يصنع نهرًا جديدًا من التفاعل الثقافي العميق والمستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى