مقالات و رأي

القيادة بين الحزم والإنسانية

بقلم: منال سالم

في عالم تتسارع فيه التحديات، لم يعد نجاح الإدارة يقاس بصرامة الأنظمة وحدها، ولا بقوة القرارات فحسب، بل أصبح يُقاس بقدرة القائد على تحقيق التوازن بين الحزم والإنسانية. فالقائد الحقيقي هو من يدرك أن الإنسان هو المحور الأساسي لأي مؤسسة، وأن النفوس تُقاد بالاحترام أكثر مما تُقاد بالخوف
القيادة التي تبني أسلوبها على النقل المتوارث، والغيبة، والنميمة قد تفقد قيمتها وهيبتها في عين الموظف، حتى لو تظاهروا بعدم الفهم أو تجاهلوا الأمر. فهذه الممارسات لا تُنشئ إدارة… بل تُنشئ فجوة من عدم الثقة.
ولا ينبغي للمدير أن يكون صارمًا قاسيًا ولا متساهلًا بشكل مفرط؛ فالحزم ليس قسوة، واللين ليس ضعفًا. يقول الله تعالى:
“ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك”
وهذه قاعدة قيادية خالدة.
اجعل إدارتك ودية، أخوية، قائمة على الاحترام حتى يشعر الموظفون أنهم مقدَّرون. فحين يجد الموظف التقدير، سيمنحك الولاء… ولاءً لا تهزّه ظروف ولا تعصف به تحديات.
قد ترى موظفًا يحضر كوجود صوري، لا يخرج من مكتبه ولا يضيف شيئًا. بينما تجد آخر يعمل بشغف، ويتعامل مع زملائه بنقاء، ويُقيم علاقاته على الاحترام المتبادل… هذا هو الموظف الذي تبنى عليه البيئات الناجحة.
وفي النهاية… تذكّر أيها المدير أن الإدارة ليست سلطة، بل فنّ تأثير، وليست أوامر، بل قدوة تُحتذى. اجعل مكتبك مساحة يُقبل عليها الموظفون بثقة، لا مكانًا يُرهَب منه.
كُن منصفًا، مُنصتًا، قريبًا من فريقك… فالقادة العظماء لا يُقاسون بعدد الأوامر التي أصدروا، بل بعدد القلوب التي كسبوها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى