لماذا الصباح رباح ؟

لماذا الصباح رباح ؟
بقلم ✍️ أحمد القاري
قالوا في المثل الشعبي (الصباح رباح) فما معناه؟
جملة بسيطة في شكلها، عميقة في معناها، وكأن الأوّلين كانوا يمشون وفي جيوبهم حكمة جاهزة لكل صباح.
المعنى المباشر يقول:
إن من يبدأ يومه باكراً، يبدأه وهو رابح، الربح هنا ما هو محصور في المال، بل ربح وقت، ونَفَس، وحضور ذهن، وفرصة ما سبقك لها أحد.
في الأثر: “اللهم بارك لأمتي في بكورها” وفي الحديث الصحيح: “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً”. بمعنى تصحى الفجر بدري وتسعى وراء رزقها وهي جيعانة، وما ترجع إلا وهي مليانة البطن بالرزق.
الأوّلين كانوا يعرفون شيئين نحن نتناساها: أن الصباح حيّ، كريم، ويمنح من يوقظه باحترام.. وأن الليل لا يعطيك أكثر مما أخذ منك.
في الزراعة: من طلع مع الفجر حصد أكثر.
في التجارة: اللي فتح دكانه بدري سبق السوق.
في السفر: من سار مع الضوء وصل قبل التعب.
حتى في الحياة نفسها، من يصحو باكراً يسبق همومه بخطوة.
هو مثل ما يتفلسف، بس يبتسم ويقول: قم بدري.. والباقي يتدبر، فربك خلق ورزق، ولا غيره يخلق ويرزق سبحانه.
والطريف أن الحكماء قالوه قبل المنبهات، وقبل القهوة، وقبل أعذار “خمس دقايق زيادة”.
الحاصل اللي يحترم الصبح، الصبح يحترمه ويرد الجميل.



