تأثير تعدد السحب الحوسبية على استراتيجيات التحول الرقمي

بقلم: سعيد الزهراني،/

مدير مبيعات لدى شركة «نيوتانكس»

السحب الحوسبية أصبحت نهجا أساسيًا ترتكز عليه كافة أعمال الشركات والمنظومات اليوم. فمنذ نشأتها، شهدنا مراحل تطوير واتساع شمل العديد من الخدمات التقنية والتطبيقات وكذلك تحسين استغلال موارد الحوسبة السحابية المختلفة. مهما اختلفت خدمات الحوسبة السحابية واستخداماتها، يبقى التصنيف الأساسي للحوسبة السحابية مقسمًا الي قسمين لا ثالث لهما: السحابة والسحابة الخاصة.

مع دخول خدمات السحب العامة القادمة من الهايبرسكيلرز (Hyper-Scalers) إلى مراكز البيانات لقطاع الأعمال بما تحمله من تنوع في الخدمات والتطبيقات وقواعد البيانات أصبحت جزء أساسي من البنية التحتية للجهات التي تبنتها. أدركت هذه الجهات أن دمج السحابتين العامة والخاصة هو النهج الأكثر عملية لإدارة هذان السحبتان هو توحيد إدارة السحابتان: السحابة الهجينة، لقدرتها على توفير ميزات التحكم والخصوصية والانضباط محليا مع قوانين الامتثال الأمنية والتقنية.

ايقنت هذه القطاعات وغيرها أن توسيع السحابة الهجينة ليشمل عدة سحابة عامة واحدة في آن واحد بدل الالتزام بإحدى سحب الهايبرسكيلرز يمكنها من تقديم تطبيقات وحالات الاستخدام المختلفة لتقنية المعلومات. من هنا ولدت السحابة الهجينة المتعددة والتي تتميز بها اليوم الجهات التي تستخدم خدمات الحوسبة السحابية الأكثر تطورًا مقارنة بالسحابة الهجينة الأحادية.

اليوم كصاحب القرار التقني في جهة عملك, ماهي المعلومات التي تحتاج معرفتها عن السحابة الهجينة المتعددة لتسخيرها في خدمة أهداف التحول الرقمي الخاصة بجهة عملك؟

الأساسيات الإلزامية
من بين نقاط الرئيسية المتاحة في السحبة الهجينة المتعددة هي الحاجة إلى توزيع التطبيقات أو البيانات إلى مواقع جغرافية محددة.

يمكن أن يكون هذا التوزيع الجغرافي لتحسين أداء التطبيق (زيادة سرعة الاستجابة بوضع الخوادم في عدة مراكز المعلومات حول العالم قريبة من المستخدمين) أو قد يكون للالتزام بالقوانين والتشريعات في البلدان والتي تمنع تخزين بعض أنواع البيانات في مركز معلومات خارجية لأسباب سيادية (أو كلاهما معا)

نظريًا يمكن انجاز هذه المتطلبات من السحابة العامة، ففي الغالبية العظمى من السيناريوهات، تعد هذه الأسباب مبررات حتمية تعكس أعباء المهام المعنية والتي تقع في أماكن العمل بعمليات نشر الحوسبة السحابية الخاصة.

استبدال النفقات الرأسمالية (Capex) في السحابة الخاصة إلى نفقات تشغيلية (OpEx) في السحابة العامة
معظم الجهات لديها بعض التطبيقات يتضاعف استخدامها في أوقات معينة من السنة ويقل او يتوقف استخدامها في باقي العام. هذا النوع من التطبيقات تتطلب موارد حاسوبية عالية (خوادم – معالج – ذاكرة) في أوقات الذروة من السنة لفترة قصيرة من الوقت. وجود هذا النوع من التطبيقات على السحابة الخاصة يمثل نفقات غير متكافئة للإنفاق الرأسمالي (Capex) محفوف بنسبة مخاطرة عالية تتمثل في عدم استغلال الموارد الحاسوبية المشتراة بشكل كافي طوال عمرها الافتراضي.

من الأمثلة الجيدة هنا على بعض التطبيقات ذات الطابع الموسمي، التطبيقات المتعلقة حساب ودفع الضرائب أو الزكاة أو منصات القبول التوظيف أو الامتحانات الفصلية. تحتاج هذه التطبيقات موارد حاسوبية بتواريخ محددة نسبيًا. وضع هذا التطبيقات جزئيا أو كليا على السحابة الحوسبية العامة يحول تكلفة استهلاك الموارد الحاسوبية من إنفاق رأسمالي (Capex)، إلى الإنفاق التشغيلي (OpEx) الأكثر ملاءمة للحوسبة السحابية العامة.

مد الجسر بين السحابتين العامة والخاصة بالنظر إلى الحل الوسط والبحث عن المكان الأمثل لوضع البيانات والتطبيقات، لنتتبع رحلة إنشاء شركة حديثة من نقطة الصفر باستثمار رأسمالي متواضع ومعدات وموارد مادية محدودة.

في هذا السيناريو، من المنطقي بالتأكيد استخدام أكبر عدد ممكن من خدمات الحوسبة السحابية العامة المناسبة والملائمة في المقام الأول؛ فهي لا تتطلب نفقات شرائية وتوفر إمكانية زيادة الموارد الحاسوبية والتخزينية تزامنا مع نمو وازدهار أعمال الشركة وقاعدة عملائها.

خلال مسار النمو هذا، ستأتي نقطة منطقية يمكن فيها أن تستقر أحمال وعدد مستخدمين التطبيقات بشكل يمكن من خلاله تقدير الموارد الحاسوبية اللازمة لاستضافتها. عند ذلك تبدأ الشركة بدراسة تكلفة إنشاء مركز بيانات خاص بها ونقل هذه التطبيقات والبيانات إليه. كما أنه من المحتمل أن تتطلب بعض البيانات مستوى عالي من الخصوصية أو القوانين والتشريعات ت…

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

أعين تراقب خطواتنا

المدينة المنورة – سمير الفرشوطي في عصرنا هذا، حيث تبدو الخصوصية شبه مفقودة، يبرز تساؤل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.