دروس عام مِنْ الحياة

الكاتبة /إيمان البلوي

تتعاقبُ علينا الأيام، وتتلُوها الأعوام، يعيشُ فيها الإنسان تجارُب الحياة المُختلِفة، ومعها يكتسِبُ الخِبرة والمعرِفة، ويتعلّمُ فيها كيف ينهض مِن خساراتِه وفشلِة ويُحقّق أحلامُه، ويُدرِك أنَّ كُل فشل او خسارة في هذهِ الحياة هو طريقٌ لِمعرفة جديدة، وحافِز لِلتعلُّم وتطوير القُدرات.

وعلى عتبةِ عامٌ يوشِكُ على الرحيل، نستحضِر بنهايتِه تجارُبنا التي خُضناها فيه، وتِلك الدروس التي أكسبتنَا أيّاها أيّامُ هذا العام، لتكون خُلاصة تجارُبنا فيه هي آخرُ ما نختِمُ بهِ عامُنا هذا لعلَّها أن تكون مُفيدة لكُل قارئ لها في العثور على مِفتاح طريقهُ الخاص في رِحلة الحياة.

-لا تستهين بثُقب الباب الصغير، قد يكون يومًا ما هو طريق النجاة الوحيد لك.
-بعض المبادئ إذا تخلّى عنها الإنسان تُفقِدُه إنسانيتُه، يُصبح إنسان بلا قيمة او معنى.
-ليس كُل ما في القلب قابِل للبَوح.
-خيرَ ما يفعَلُه الإنسان في بعض المواقِف هو أن يصمُت فقط.
-الألم أحيانًا قد يكون هو المصدر الوحيد للإدراك.
-لا تُراهِن على بقاء أي شخص بجانبِك مدى الحياة، الأيام، والحياة، والأقدار كفيلة بإنتزاعِه مِنك يومًا ما.
-الغُربة تُهديك دروسًا مجانية في معرِفة القيمة الحقيقية للأهل والوطن.
-حديثُك مع شخص غريب فجأة لم يحدُث صُدفة، غالبًا هو أمر قدري يحمِل لك في طيّاته رسالةً ما.
-كُل عمل تبذُله بنيّة صالحة، ستعود عليك ثِمارهُ يانِعه بالتوقيت والتقدير المُناسب لك.
– راقِب أفكارك وأفعالَك وإهتماماتَك وبيئتَك وأصدقائَك لأن كُل إنسان هو حصاد ما يُحيط نفسُه بِه.
-لكُل مرحلة من الحياة قناعات مُختلِفة، أولويات ُمُختلِفة، مشاعِر مُختلِفة، أصدقاء مرحلة مُختلِفُون.
-الحياة قد تُجبِرَك على ترك أشياء تُحِبّها، وقد تجعلُك تُعانِق أشياء كُنتَ تكرهُها.
-لحظة واحِدة فقط قادرة على أن تصنع مِنك إنسان يختلف عن الذي كُنت عليه قبلها.
-كُل شيء يتبدّل حَولَنا ونحنُ أُنفسَنا نتغيّر، وما مِن أحد يستطيع أن يجزِم أنه سيُحِب غدًا ما أحبّه اليوم، او سيكره غدًا ما كان يُحِبُّه اليوم.
-كُل الأشياء التي نرفُضُهَا في هذهِ الحياة لن ترحل من حياتِنا حتى نتعلّـم كيف نتقبّلها ونتعايش معها.
-ستكتشف بعد مُضّي العُمرَ بِك أن السعادة الحقيقية ليست في الأشياء التي ظللت لِسنوات تلهث خلفَها للحصول عليها، بل في الأشياء التي تملُكها هذِه اللحظه.
-الذكريات المُرتبِطة بالأمكِنة تجعل من التعافي أمر يطول لسنوات، الخروج لمكان جديد وأشخاص جُدد وثقافة ومجتمع جديد يُشغِل الإنسان عن البكاء على الذكريات، دون أن يشعر بمرور الوقت وتعاقُب الأيام عليه.
-العين مِرأة للنفس، العين لا تكذِبُ أبدًا.
-ثمَّـة أحداث ومواعيد ومُصادفات تحدُث لنا لا دَخلَ لنا بِها، قدّرية الترتيب والصُنع.
-جميعُنا في هذهِ الحياة نبحثُ عن شيء ما، لكنّنا بالنهاية قد نكتشِف بعد مسيرنَا الطويل أننّا قد وجدنا شيئًا آخر.
-ليس من الضروري أن يُرافِقَك أصدقاؤك طِوال مسيرَك في هذِه الحياة، هُناك مُنعَطف في كُل حَدث قد لا يستطيع معُه أكمال الرِحلة معك لإختلاف الوِجهه.
-كُل ما تظُنّه صعب ومُستحيل مُمكَن الحدوث فقط إذا أيقنت باللَّه وأمنت بحدوثِه، تقدير التوقيت المُناسب لك ليست مهمّتك.

آخيرًا ..
إن الأيّامَ مهما تطول فلها نهاية، وفي نهاية كُلَّ عام نُدرِك أن هذا العام إنمّا هو حلقةٌ من سلسلةِ أعمارِنا، وكما ينتهي العامُ عامًا بعد عام سينتهي عُمرنا يومًا ما، وعزاؤنا الوحيد أن هذهِ الأعوام كانت تمضي لأجل الأثر، ولأجل الرسالة الأولى للإنسان.

نعم كانت رِحلتُنا طويلة في هذا العام، وها قد شارفت على الإنتهاء، وأعمارُنا الراحِلة لن تعودَ مُجدّدًا، ولن تمنحُنا الحياة فُرصة للرجوع لتصحيح أخطاؤنا التي إرتكبناها هُناك، لكنّنا على أمل أن نصنع في أعوامِنا القادِمة الكثير من المفازات والنجاحات والذكريات الجميلة، وأن نعيش معافَيّن آمنين مطمئنين سُعداء في كنفِ الأحِبة، تُرافِقُنا عناية اللَّه أينما حَللنا.

الرسالة الأبديّة المُطمئنِه ..
“وأعلَم أنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك، وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ، وأعلَم أنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ، وأنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وأنَّ معَ العُسرِ يُسرًا”

دامت أعوامُكُم بخير وسلام.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

البدر ظاهرة شعرية وإنسانية لن تتكرر

بقلم _ محمد الفايز خيم الحزن على سماء الوطن بغياب الأمير بدر بن عبدالمحسن الشخصية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.