الألم الصامت

بقلم الكاتبة وداد بخيت الجهني

قالوا أبالك مشغول فقلت لهم
وكيف يهدأ لي بالٌ وقد رحلوا
غابوا ولكنني مازلت أحفظهم
أحبةً ليس في قلبي لهم بدلُ
أنا المحبُّ الذي بالعهد ملتزم
أنا الوفيُّ لهم حتى وإن رحلوا.

(الشاعر ماجد عبدالله)
الفقد، هو العذاب القاتل، والآلم المميت، والضربة الموجعة، والحمل الثقيل الذي ألقاه القدر على عاتقنا،والحقيقة القاسية، واللحظة الصعبة التي نمضغ فيها مرّ الصبر، والجرح الصامت الذي لايستكين، ولا يهدأ، والدمعة التي تتساقط في أعماقنا فتشعل في أحداقنا حريقاً.
إذا كان دمعي شاهدي كيف أجحد
ونار اشتياقي في الحشا تتوقد

(عنتر بن شداد)
الفقد مؤلم جداً خصوصاً عندما يباغت قلوبنا فجأة، ويدهمها بدون مقدمات، تبقى ضرباته تنهش الروح حتى الممات
ما زال ذكرُ الراحلين يهدّني
ويمد في أوجاعه ويزيد
أنا حاضر جسداً وروحي عندهم
فكأنني من فقدهم لفقيد .

(لقائلها)
من منّا لم يتجرع مرَّ الفراق، ويذوق ألم الفقد؟ من منَّا لم يصفعه الموت بفقد عزيز، أو حبيب، أو قريب،؟ من منَّا لم ينتحب عند اندلاع شرارة الأسى، من منَّا لم يجهش بالبكاء أمام المواقف المؤلمة؟ ، من منَّا لم يتمنى أن يتقهقر به العمر عائداً إلى الطفولة عندما لايسع الكون أحزانه، وخيباته؟، من منَّا لم تعتصره العبرات أمام الفراق، والفقد؟ ولاسيما الفقد الذي يمزق كياننا، ويزلزل حياتنا كفقد أحبة لنا غيب الموت شمسهم عن سمائنا، فأمطر الكون سواداً لا نرى فيه سوى صور وجوههم، ونظرات عيونهم ، ولا نسمع فيه سوى أصواتهم التي ترن في أذننا و تذكرنا بأجمل الأيام والسنين التي قضيناها معهم، وهناءة الحياة التي ذقناها بوجودهم، أرواحاً كانت تمدنا بالحياة عندما تجف زهورنا، وتجعلنا نبحر في مراكب السعادة، أرواحاً معها يحلو كل مرّ، ويهون كل صعب، وتذوب كل الآلام ، وتتلاشى الأحزان، أرواحاً سكنت قلوبنا وعانقتها بحب.

ورحيلكم يُبكي الفؤاد وأنّني
أخفي الدموع ببسمة المتألم
لاتحسبوا أني سأنسى عهدكم
أطيافكم في الروح مثل الأنجم

(لقائلها)
نحاول قدر جهدنا أن نعتاد الحياة بدونهم لكننا لا نستطيع، نحاول قدر الإمكان التخطي ولكننا لا نقوى على النسيان
ويقرأ الناس أحرفنا فتعجبهم
ويحسبون أن “الحزن” إبداع
سيشهد الحرف أن الحبر أدمعنا
لو “يعلمون” أن السطر أوجاع
البوح فيض من الآ لآم لوحُبست
تهشمت من أزيز الصدر أضلاع

(الرضوان)
رحم الله تلك الأنفس، وتلك الملامح التي لاتغيب عن مخيلتنا، رحم الله تلك القلوب الطيبة، الطاهرة التي كسرنا رحيلها، وألمنا فقدها وحالت بيننا وبينها الأقدار، جعلها الله في نعيم لاينفد،، وهناء لا ينضب ،و نوراًوضياءً لا ينقطع، وارزقنا يالله الرضى بقضائك، وقدرك، “واجعل ميعادنا جنتك للأبد برفقتهم متقابلين، لاحزن، ولا ألم، ولا فقد”

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

بقلم / لمياء المرشد زقزقة العصافير تعلن بزوغ الصباح الجديد . صباح بنسيم العشق والحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.