رسالة إلى المعلمين والمعلمات

بقلم: إبراهيم النعمي
قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
أيها المعلمون والمعلمات، أسعد الله أوقاتكم بكل خير. ها قد عاد أبناؤنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة من جديد، يحملون في قلوبهم آمالًا وطموحات، وينظرون إليكم كقدوة ومصدر للعلم والنور، لتغرسوا في نفوسهم القيم الإسلامية، ومهارات القراءة والكتابة، وسائر المعارف والعلوم.
لقد شرف الله العلم وأهله، فقال سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم} [العلق: 1–5].
وقال النبي ﷺ: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة…” الحديث.
وفيه: “وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.”
أيها الأفاضل،
هؤلاء الطلاب والطالبات الذين عادوا إلى مدارسهم هم أمانة في أعناقكم، فيهم اليتيم، وفيهم المحتاج، وفيهم الغني والفقير، وكلهم في حاجة إلى العناية والاهتمام دون تفرقة. قال تعالى:
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 9–11]. وقد حثّ النبي ﷺ على رعاية اليتيم، فقال:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما قليلًا.
أيها المعلم الكريم، أيتها المعلمة الفاضلة، إن مهنة التعليم ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة وأمانة عظيمة، قال الله تعالى:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
إنكم تحملون أمانة بناء العقول وغرس القيم، وتؤدون رسالة سامية ترتقي بالأمم. فكونوا قدوة في أفعالكم قبل أقوالكم، حافظوا على وقت الحصص، وأدّوا واجبكم بإخلاص، فإن أبناءنا وبناتنا يقتدون بكم في كل حركة وسكنة.
وصدق المثل القائل: “الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك.”
تحية تقدير لكل معلم ومعلمة، ولكل من نذر نفسه لتعليم الناس الخير، وجعل العلم رسالته في الحياة.
بقلم: إبراهيم النعمي



