بين الانفتاح والانفلات .. أين الرجولة عند البعض

بقلم / فوزية عباس
لماذا تبدلت معايير الرجولة عند البعض في زمننا الحاضر؟
هل أصبح من الطبيعي عند البعض أن تُقابل المرأة العاملة أي شخص في مقهى لمجرد حديث عابر أو “ثرثرة”، وكأن هذا هو المعيار الجديد للتعامل!
إحدى الفتيات رفضت مقابلة شخص تعرفة منذ زمن في مقهى بلا هدف عمل واضح فقط لأنها خدمته في عدة مجالات ورفضت الخروج للمقهى لمقابلته وتضيع الوقت فاعتبرها غريبة الأطوار والذي بدوره قام بحظرها من كل وسائل التواصل الإجتماعي ، أليس في هذا انقلاب على الفطرة والمبادئ؟
وهل أصبح معيار الانفتاح أن تُساير المرأة كل دعوة، ولو كانت خارج إطار العمل والضرورة؟
لا أحد ينكر أن المقاهي اليوم باتت ساحات لعقد بعض الاجتماعات والاتفاقات المهنية، وأنا شخصيًا كإعلامية ومتخصصة علاقات عامة قد أضطر أحيانًا للخروج إليها من أجل مواعيد عمل أو لقاءات رسمية. لكن أن تتحول المقاهي إلى معيار للجدية، ومن ترفض تُصنّف بأنها “متحجرة” أو “مغلقة”، فهذا يتعارض مع مبادئنا وقيمنا الإسلامية التي تحترم المرأة وتضع لها مكانة خاصة.
إن الرجولة لم تكن يومًا مرتبطة بانفتاح زائف أو سلوك اجتماعي مستحدث. الرجولة مواقف، وخلق، واحترام للمرأة ولمكانتها. ومتى ما تخلّى الرجال عن هذه القيم، فسيظلون يجرّون المجتمع إلى فراغ لا هوية له.
فهل نعيد النظر في مفهوم الرجولة الحقيقي؟ أم نتركه يتلاشى وسط ضجيج المقاهي وصخب الانفتاح غير المنضبط؟
إن مجتمعنا أحوج ما يكون اليوم إلى إعادة ترميم هذه القيم؛ حتى لا نفقد البوصلة بين الانفتاح الإيجابي، والانفلات الذي يذيب ثوابتنا شيئًا فشيئًا.



