انتماءٌ وولاء

كتبته : الدكتورة عزه سالم الرحيلي
خلق الله الكائنات وجعل لكل كائن مكاناً يعيش فيه. الأسماك في البحر ، والجمل سفينة الصحراء ، والطير في وكناتها ، والإنسان في بقعةٍ من الأرض ينتمي إليها وتنتمي إليه اسمها الوطن .
كل حبةٍ رمل ٍ من تراب الوطن تحكي قصة عشق ، تعدُّ قطرات العرق التي انسكبت من جبين الأوفياء ،
وتحصي خطوات من مشى عليها حاملاً بيده بذوراً زرعها…. ومنجلاً حصدها… وتنظر بإعجاب لِلَبِناتٍ صُفّت بسواعد تكاتفت ليكون الناتج هذا الصرح الشامخ . والتي لم تكن بهذا التلاحم لولا قيادةً حكيمة وحكومةً رشيدة .
انصهرت كل الاختلافات وتقاربت كل الفراغات وأصبح النسيج متماسكاً . خمسة وتسعون عاماً من البناء والنماء ياوطني كنت لنا ملاذاً عند الخوف ، وفي الرخاء ظلاً وارفاً . كم على خضر روابيه استمتعت انظارنا … وكم على سحر شواطيه رسمنا آمالنا … وكم على رمال صحاريه أنخنا ركابنا .
تغنينا بهجير صيفه وبرد شتائه . جميلٌ أنت ياوطني بصيفك وشتائك … بجبالك وسهولك … بصحاريك وبحارك…. بمبانيك الشاهقة . مدن صناعية .. ومحمياتٌ زراعية ، واكتفاءٌ ذاتيّ في أغلب الاحتياجات الضرورية .
منذ خمسةٌ وتسعون عاماً ومنذ وحد الملك عبدالعزيز رحمه الله شتات البلاد وقلوب العباد تحت كلمة التوحيد ونحن نرى الخير يكثر والصرح يكبر ، ولازلنا على العهد والولاء باقون . بيعةٌ من الأجداد للموحد وبيعةٌ من الأحفاد للمجدد . كل قطرةٍ من دمي تنطق ( موطني عشت فخر المسلمين ، عاش المليك للعلم والوطن).



