مقالات و رأي

حفظ الجوارح

بقلم /د. أحمد محمد ناصر المدير

يعرف علماء السلف – رضوان الله عنهم – الإيمان بأنه قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان ، فلا يمكن أن يتم إيمان بدون عمل.
والجوارح من ستقوم بالمهمة السمع البصر واللسان ، وصلاح القلب أو فساده متعلق بهذه الجوارح .
يقول العالم الزاهد أحمد بن عاصم الأنطاكي –إذا أردت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ جوارحك.
وقد كان السلف رضي الله عنهم يدركون هذه الحقيقة ويستقصون أشد الاستقصاء بالابتعاد عن كل مايفسد هذه الجوارح
فقد ثبت أنه كان الواحد منهم يطرد من يغتاب أحدا في مجلسه ، وثبت أنه كان أحدهم قد يغمض عيناه إذا مرت إمرأة, وكان أحدهم يبكي مرا من أجل كلمة يحسب أنها من الزلل الذي لايليق بمثله فما كان يقوله التابعي الجليل الذي كان يحبه عمر رضي الله عنه الأحنف بن قيس رضي الله عنه –(جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض رجل كان وصفا لفرجه وبطنه)وكانو إذا رأوا عقدة في اللسان أو تلعثما فيه أدركوا أنها بسبب كلمة قالوها تغضب الله أو نظرة محرمة .
وقد كان خوف السلف من هذه العقوبة –يدفعهم لصيانة هذه الجوارح
وهذا إبراهيم النخعي يعطي درسا تربويا لدعاة في فن حفظ النفس وتزكيتها عن طريق حفظ الجوارح فيقول (إني لأرى الشيء ممايعاب فما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلي به). ليس تشدد أو تزمت من الإمام النخعي رحمه الله. بل قيل رجوع لأدب من آداب النبوة يذكره الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لاتظهرن الشماته لأخيك فيرحمه الله ويبتليك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى