معها

بقلم : حامد الظاهري

همست لي بلحن شجي؛ متى؟ نظرت إليها بعين اللاعلم وقد اكتحلت بالحيرة، ارتد طرفها في سكون وندى العبرة على أهدابها ، همستُ لها ليطمئن الطير بصدرها؛ لعله قريباً. اغمضت عينيها في لحظة كانت عمرا بالنسبة لي.

جاء المنادي، تطاولت الأعناق وشخصت الأبصار نحوه، حالماَ سمعت أسمها كادت مشاعرها أن تخترق السقف، قفزت مثل طفلة موعودة بلعبة وجذبتني من معصمي حتى كاد مفصل يدي أن يرافقها دوني.

وهناك جاءتها البشرى، سيكون لها الفرصة في جنين، مولود جديد يأتي إلى الحياة، قررت معها أن يكون أول حرف من أسمه (ن) هزت رأسها إيجاباَ ولعله ذلك أثر اهتزاز وجدانها ثم قالت : وسأختار له آخر حرف، أومأت لها بالموافقة والخوف يتسلل داخلي من وعود الفرح.

ونحن نمضي سوياَ قالت لي : من ستحبه أكثر؟ جعلت أفكر في إجابة دبلوماسية ورائحة الغيرة تفوح من سؤالها، قلت لها بعد أجزاء من الثانية؛ أنتِ بالطبع، سكتت برهة قصيرة ثم قالت وأحداقها تميل بدلال : تجامل، قلت لها : لا، قالت وما الدليل؟ وكان ذلك سؤال الدهاء الذي أوقعني في حفرة الدهشة، نظرت إليها وقد سكنت الصدمة عيناي فرأيت ابتسامة الذكاء ترتسم على ثغرها، قالت لتخفف عني آثار الهلع: سيكون آخر حرف (ص) انتقلت ابتسامتها في الأثير لترقد على شفتاي وجعلت أقول لها : شكراَ.. شكراَ ياكتابة !

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

رباه .. شعر

أَبُو مُعَاذ عُطِيف رَبَّاهُ إِنِّي فِي الذُّنُوبِ مُقَيَّدٌ يَا مَنْ إِذَا جَنَّ الظَّلَامُ يَرَانِي إنِّي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.