مقالات و رأي

الشدة كلها أصدقاء

د. فهد عبد العزيز الأحمدي

مدرب ومستشار أسري

‎”الفرح كله معارف ولكن الشدة كلها أصدقاء”..  في وقت الشدة تظهر المعادن والأصول التي تربينا عليها منذ الصغر ، ولكن نجد الكثير من الأصدقاء يسئ التصرف ويهمل قواعد الإتيكيت أو الأصول عند تقديم العزاء ، ونجد أخطاء كثيرة تتكرر ، مثل بعض الملابس غير اللائقة لحضور عزاء أو تقديم واجب عزاء.

‎فإن تعزية المسلم في مصابه مستحبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من عزى مصاباً فله مثل أجره” رواه الترمذي وابن ماجه .

وقال الترمذي غريب. وقوله: “من عزى أخاه بمصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة” رواه ابن ماجه.

‎وتقديم واجب العزاء أهم من تقديم واجب الفرح، ففى الفرح الكل يريد الحضور من أجل التسلية والترفيه لكن واجب العزاء يكشف المعادن.

‎وبعض الأسر المخملية قامت بابتداع طريقة جديدة لتلقي العزاء في موتاهم، باللجواء الى استئجار صالة أفراح فاخرة لاستقبال جموع المعزين فيها ، ونشرت سيدة إعلانين عبر إحدى الصحف، أشارت فيهما أنها سوف تتلقى عزاء والدها المغفور له بإذن الله بإحدى الصالات الفاخرة ، وحددت السيدة مواقيت تواجدها بالصالة التي سوف تقابل فيها جموع المعزين.
‎وتباينت ردود الفعل تجاه هذا التطور في منظومة القيم والعادات في السعودية ما بين متضجر وساخر ومستنكر لهذه البدعة المجتمعية التي أكد مراقبون أنها سوف تنتقل إلى بقية أفراد المجتمع من الطبقة المخملية ، والمحزن أيضا توافد المعزين بشكل كبير عند أصحاب الجاه والمناصب.

و هناك ظاهرة محزنة جدا ألا وهي  إن جئت تعزيني سوف آتيك ، و في أماكن العزاء تسمع الناس تحكي القصص والضحك دون مراعاة لشعور اهل الميت ، ويجب الابتعاد عن مثل هذه السلوكيات و معاونة أهل الميت على إتمام عزائهم حسب الشرع والدين ،والعمل على تصبيرهم على مصابهم ومواساتهم بما يخفف عنهم ، ومن لم يستطع فعل ذلك عليه في هذه الحالة أن يصمت !!. .
خاتمة:

رحم الله أرواحاً فارقتنا وتركت لنا في القلب حنيناً لا يفارقنا ، اللهم ارحم تلك الأنفس الطيبة التي فارقت الدنيا وانتقلت إلى جوارك ، اللهم اغفر لهم وارحمهم وتجاوز عنهم واجعل قبرهم روضة من رياض الجنة يارب العالمين. اللهم واجمعنا وإياهم برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى