مقالات و رأي

لذة الصدق أم خديعة الزيف؟”

✍ابراهيم النعمي

في زحام الحياة، كثيرًا ما نقف عند مفترق طريقين: أحدهما ضيّق، صعب، لكنه مستقيم… والآخر واسع، ناعم، لكنه مُنحدر.

الطريق الأول هو الحق، بطعمه المرّ، وصمته الثقيل، وقلّة سالكيه.
الطريق الآخر هو الباطل، ببريقه الخادع، وكلماته المعسولة، وزحمة من اختاروه.

وقد تقول لنفسك أحيانًا:
“لِمَ أُتعب قلبي على شيء لا يُكافَأ؟
لِمَ أقول الحقيقة وأدفع الثمن، بينما الكذب يُصفَّق له؟
لِمَ أتمسّك بمبدأ يجعلني وحيدًا؟”

لكن الحقيقة يا صاحبي؟
الحق ثقيل لأنه ثمين.
ولا يصبر عليه إلا من عرف أن الكرامة لا تُشترى، وأن الرضا عن النفس لا يُعوَّض.

الصدق يُوجع أحيانًا، لكنه يُطهّر.
يُكلّفك، نعم… لكنه يرفعك.
يجعلك تمشي مرفوع الرأس، مرتاح الضمير، نقيّ القلب.

أما الباطل؟
فهو كمن يعطيك كأسًا من عسل، ثم يخنقك بعد أول رشفة.
يعطيك شهرة، لكنه يسلب منك احترامك لذاتك.
يعطيك راحة مؤقتة، لكنه يترك فيك جرحًا لا يندمل.

فاختر أيّ الدربين تريد:
أن تمشي وحيدًا على أرضٍ صلبة، أم أن تتزاحم مع الجميع فوق سراب؟

اصبر على مرارة الحق…
ففيها لذة لا يفهمها إلا الصادقون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى