منظومة التبريد في المسجد الحرام إبداع هندسي معماري

بقلم/ الأستاذ الدكتور فيصل عبدالقادر بغدادي
ذهبت لأداء العمرة في شهر يوليو الماضي وهو الشهر المعروف ،والذي تبلغ فيه درجات الحرارة ذروتها وتشتد فيه أشعة الشمس ووهجها فيكون الهواء حاراً جداً وما إن دخلت رحاب المسجد الحرام حتى شعرت ولله الحمد بنسمات باردة جعلني أشعر بفيض من الطمأنينة والسكينة ودخلت حتى وصلت لصحن الطواف، وبين حشود المعتمرين الذي يكتظ بهم صحن المطاف كانت الأجواء باردة مريحة تبعث في النفس راحة عميقة بل وإحساسًا روحانيا لا حرارة ولا وهج لكن نسمات باردة تعين على الخشوع وتمنح القلب طمأنينة وصفاء وإقبالاً..
وفي المسعى كذلك تمتد البرودة لترافق الساعين بين الصفا والمروة في أجواء جميلة من الراحة والسكينة فالمكان كله يحتضن زواره بلطف رباني وعناية وهذا كله يتجلى في منظومة تبريد هندسية إبداعية إنها منظومة التبريد الفائقة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ضمن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما ليبقى المسجد الحرام مهياً لأداء العبادة بأعلى درجات الجودة من الراحة، مهما اشتدّ القيظ وارتفعت الحرارة.
ومنظومة التبريد هذه تم إنشائها عن طريق محطات تبريد أنشئت حول المسجد الحرام وهي :-
١-محطة تبريد الشامية: تُعد ثاني أكبر محطة تبريد في العالم بقدرة تبريدية تصل إلى 120,000 طن تبريد. تحتوي على 24 مبردًا (تشيلر) من نوع الطرد المركزي، وتستخدم أبراج تبريد للطرد الحراري.
٢-محطة تبريد أجياد تقع على بُعد 500 متر من المسجد الحرام وقدرتها التبريدية 39,000 طن تبريد. تضم مجموعة متنوعة من المبردات، بما في ذلك مبردات الطرد المركزي ومبردات بضواغط هواء حلزونية وترددية، وتعتبر الشركة السعودية شركة آل سالم هي التي تتولى مسؤولية الصيانة الدائمة والتشغيل بفريق ومؤهل من الكفاءات السعودية الوطنية المدربة والمؤهلة وتعتبر هذه المنظومة من أكبر وأحدث أنظمة التبريد في العالم صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات المسجد الحرام وضيوف الرحمن ضيوف بيته الحرام.



