اثنان يتابعانك ولكنهما ليسا في جهات اتصالك

✍️ بقلم: إبراهيم النعمي
تذكير إيماني يوقظ الضمير ويهذب الكلمة
هناك اثنان يتابعان كل كلمة تكتبها أو تقولها أو تفعلها، ولكنهما ليسا في قائمة أصدقائك أو جهات اتصالك.
أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك.
إنهما الملكان الكريمان اللذان وكلهما الله سبحانه بتسجيل أعمال الإنسان، رقيب عن اليمين يكتب الحسنات، وعتيد عن الشمال يكتب السيئات.
قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 16-18]
وقال الإمام القرطبي رحمه الله:
“الرقيب هو المتتبع والحافظ والشاهد، والعتيد هو الحاضر الذي لا يغيب، المهيأ للحفظ أو للشهادة.”
فلنحرص جميعًا على أن تكون أقوالنا وأعمالنا مما يرضي الله تعالى، وأن نسعد الملك الذي عن يميننا، وألا نمنح الذي عن شمالنا شيئًا يكتبه علينا.
فالكلمة محسوبة، والعمل مكتوب، والجزاء آتٍ لا محالة.
اللهم اجعل صحائفنا بيضاء يوم نلقاك، واملأها بما يرضيك عنّا.


