العبث بالممتلكات العامة

الدكتور/ محمد أديب محمود عبد السلام
بروفيسور في الإعلام الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم مقالي اليوم عن ظاهرة للأسف موجودة وهي العبث بالممتلكات العامة ومرافق الدولة التي تكلف الكثير والكثير .. أقول بعد الاتكال على الله:
إن من عجائب الأمور وفي هذه البلاد النامية التي نشأت بعد شظف العيش وضيق ذات اليد وافتقار إلى الخدمات نشأت وترعرعت ، ونمت سريعا حتى كادت أن تكتمل منظومة المرافق والمنشآت والمعالم الخدمية في كل أصقاعها المترامية الأطراف .
فهناك المستشفيات و المنشآت الرياضية و مقار الوزارات ، وهناك الحدائق ، والكباري والجسور، وهناك وهناك القائمة تطول.. ولكن مع شديد الأسف مع أن هذه المنشآت تكلف المليارات بل البلايين من المبالغ التي لا يعلم مداها إلا الله وعدها وقدرها يعجز عنه العصبة من أولي العلم ترى البعض يعبث ويخدش ويدمر وكأنما أتى ليبدد ولم يأت ليحافظ .
هذا لم يأت من فراغ بل بعد جهد وتخطيط وإنجاز ودعم ومتابعة وعطاء وبذل غير محدود ليأتي بعد ذلك من يتبجح ويقول الحكومة غنية الحكومة لو ما عندها ما فعلت وما سوت.
يا للعجب هل هذا جزاء الإحسان ، الحق عز وجل يقول هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ونحن كراشدين فاهمين شاكرين حامدين لهذه النعمة يجب أن نؤدي حقها ، بالشكر تدوم النعم ، بالمحافظة عليها ، بالارتقاء بالخدمات،بالغيرة على مكتسبات الوطن.
كل هذا لا يأت بمجرد الأقوال ولا يأت بمجرد أنا لم أفعل الحمد لله ، اللهم إني أسألك نفسي ، منتهى الأنانية.
يقول الحق “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون”.
نحن عندما نرى هذا التبديد ونرى هذه السخرية المتعمدة من هذه الإنجازات والمساس بها يجب أن نقف سدا منيعا ويجب أن نضرب بيد من حديد على كل من يعبث وأن نبلغ عنه الجهات الرسمية، كم أتمنى أن يجد اقتراحي التالي رواجا كما أنشأنا جمعية لأصدقاء المرور لإنقاذ الأرواح من الهلاك ننشئ جمعية تطوعية للمحافظة على الممتلكات العامة ولها أعضاء وتصرف لهم بطاقات كل من يرى يبلغ ويصور ويرسل بدون أي مسائلة للجهة المختصة حتى تحاسب.
هناك من يتعمد العبث في الكباري والجسور ويصطدم بها بعربيات قوية ذات دفع رباعي ليلحق بها الخدوش والأضرار ، هناك من يكسر الإشارات ، هناك من يعبث بالممتلكات والمرافق، هناك من يشرط حتى مقاعد الجلوس في المستشفيات والمنشآت.
هل هذا وعي ؟ ، هل هذا من تعاليم ديننا الحنيف ، يا أخي إماطة الأذى عن الطريق صدقة فما قولك في من يفعل هذا الأذى جهارا نهارا ويلقيه في الطرقات والمنشآت ليشوه الصورة الجميلة.
ألا نكون راشدين ألا نكون حامدين ألا نكون شاكرين ، هذه القيادة أعطت وبذلت ونحن يجب أن نرد الجميل ، وبالشكر تدوم النعم أكررها مرات ومرات.
والشكر أشكاله عديدة وأنواعه مختلفة، بالشكر بالمحافظة عليها ، بالشكر بالارتقاء بنفوسنا بالشكر بالترفع عن هذه التجاوزات ، والشكر بالضرب بيد من حديد على كل من يخالف والإبلاغ عنه.
وإن أردتها إلا ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.


