مقالات و رأي

في حضن الشتاء… تتبدّل ملامح الشعور

بقلم البروفيسور فيصل عبدالقادر بغدادي
قصة هواجس الشتاء سمعتها من صديق عزيز إذا يقول أن كثيراً من الناس ينتظرون فصل الشتاء بشوق ويحبونه ربما هرباً من حرارة ووهج شمس الصيف اللافحة.

ولكني في الحقيقة أجد نفسي كل عام أستقبل الشتاء بشئ من الخوف والضيق .. والحقيقة أنني من خلال حديثه عرفت بل وتأكدت بأنه يستشعر بأن البرد يحمل معه هواجس لا تُرى إذ أن الأمر لديه ليس مجرد إنخفاض في درجات الحرارة بل هو ذلك الإحساس الخفي بأن هذا الفصل يوقظ مواسم الفيروسات ويعيد إلى الذاكرة قلق الإنفلونزا وما يرافقها من تعب ويشتد هذا الشعور حين يتذكر صديقي وربما غيره الكثير أن بين الناس من يرهقهم الشتاء أكثر مما ينبغي أمثال أصحاب الحساسية المزمنة سواء في الجيوب الأنفية أو في الصدر وأولئك الذين يعرفون جيداً كيف يمكن لنسمات باردة أن تزعج أنفاسهم.

فهل فعلاً هذا الشعور سائد وهل هكذا يصبح الشتاء بالنسبة للكثير منا فصلاً متناقضاً مزدوجاً في الشعور والإحساس إذ يبرز جماله مع زخات من المطر وهبات من الرياح الباردة التي تأتي كلمسة خفيفة لتوقظ في الروح ما تغافلت عنه أوقات في حرارة الصيف الذي مضى.

ولكن يبرز همه بتناقض عجيب في ما قد يصاحب هذا الفصل فصل الشتاء من أوجاع ومع ذلك يظل داخل قلب كل إنسان أمل كبير وحب كبير حيث برودته تنعش الروح وأمطاره تغسل التعب،وأما لياليه فهي تجمع القلوب حول الدفء والهدوء الشتاء هو فصل المشاعر الهادئة والذكريات التي تولد على صوت المطر.

إنها قصةُ الفصول عزيزي القارئ حيث لكل فصل جمالياته وسحره وبعض مشاكله.. الصيفُ بجمال شمسه واتساع نهاره ودفئ لحظاته بينما الشتاء بسكون مطره ونسيم برده وعمق لياليه.. ويا سبحان الله فصلان متناقضان في الطقس متكاملان في الشعور…
لكلٍ منهما سحر لا يكتمل العام إلا به بمشيئة مسير الكون الله عزوجل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى