مقالات و رأي

خارج المنزل لا تعرف من تواجه

بقلم: إبراهيم النعمي

إنّ الصبر وعدم التسرّع خُلقان رفيعان يحتلّان مكانة عظيمة في الإسلام، فالصبر واجب ديني، وهو من أبرز علامات الإيمان الراسخ.

كن لطيفًا خارج المنزل، فليس كل من تقابله يعرف ما تمرّ به، ولا أنت تعلم ما يمرّ هو به. عامل الناس بالرفق واللين والحكمة، ولا تندفع في ردود أفعالك.

وقد أوصى أحد الآباء ابنه فقال:
عند خروجك من البيت قد تواجه أناسًا يحملون في قلوبهم همومًا ومشكلات شتى؛ فمنهم من سُجن أخوه، ومنهم من فقد وظيفته، وآخر توفي والده، ومنهم من يعاني خلافًا مع زوجته، ومن أثقلته الديون، ومن ابتُلي بالمرض أو مرض أحد والديه، ومن لديه أبناء لا يستطيع تلبية احتياجاتهم. لذلك كن صبورًا، ولا تتسرع في الحكم أو الرد.

قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127].
وقال صلى الله عليه وسلم:
“عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له”.

فبعض الأشخاص يشبهون حاوية النظافة؛ يحملون في داخلهم الكثير، ويتمنّون التخفّف منه. وخارج المنزل أنت لا تعرف من تواجه، فكن رفيقًا، لينًا، متسامحًا، ولا تندفع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى