مقالات و رأي

“اترك المكان أنظف مما كان”

الدكتور/ محمد أديب محمود عبد السلام
بروفيسور في الإعلام الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

(اترك المكان أنظف مما كان)..  هذا عنوان ما أريده اليوم من آراء وكلمات ، جاءت بعد أن شاهدت العبث والتبديد وقلة الوعي والإدراك في من  يستخدم  المناظر الخلابة والأماكن الجميلة في هذه الأيام المفعمة بالخير والود والعطاء من الخالق عز وجل لعباده .

نجلس ونخيم في أماكن عديدة ثم يقوم البعض  للأسف وقد ترك المكان كمزبلة ، بواقي وفضلات ومخلفات لا يستطيع  أحد ان يستخدم المكان من بعده.

لما هذا ، لما هذه التصرفات الغير لائقة ، لما هذه الأنانية المطلقة ، لما هذا الكفر بنعم الله .

نعم  هذا الذي يحدث ما هو إلا نكران صريح وتدمير  لمكتسبات أكرمنا الله بها عز وجل حتى نستمتع بها  نحن فترة  ثم نترك المكان نظيفا جميلا كما صنعته  إما قدرة الخالق عز وجل أو تدخل المخلوق  ممثلا في الدولة حفظها الله بتجهيزه  سواء  بعمل الجلسات او المظلات أو دورات المياه أو المرافق العامة  أو الاكشاك أو ما إلى ذلك من الخدمات.
هذه الأمور  يجب أن لا تمر  هكذا نبدد هنا ونطلق هناك ولا مبالاة  ونقول إننا نريد أن نستمتع بالوقت  وهذه الطبيعة  إن الله خالق كل شيء ، ولكن علمنا الاقتصاد يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم  “لا تسرف لو كنت على نهر جار”.
والإسراف يأتي هنا في الاعتدال في الاستخدام والاقتصاد والمحافظة على المكتسبات بأي شكل كانت وبأي طريقة ، نحن أناس يحثنا ديننا على الالتزام وعلى التصرفات السوية ، فقد جاء في الأثر  (إماطة الأذى عن الطريق صدقة  وأنها شعبة من شعب الايمان) . فماذا بعد ذلك أيها الأحبة يجب أن نكون راشدين ، يجب أن نكون ملتزمين مع أنفسنا وأمام الغير  في المحافظة  على هذه المكتسبات  والمنجزات التي تزخر بها بلادنا .

هناك الحمد لله المناظر الطبيعية وهناك ضفاف الأودية ، وهناك العديد  من البساتين  والمراعي والمناطق الخلابة  التي تزخر بالحياة الطبيعية  ولكن للأسف طالتها يد العبث وطالتها يد التبديد ،إضافة إلى عوامل التعرية  التي جاهدت الدولة جزاها الله الخير في التغلب عليها  وفي إعادة إعمارها  وترميمها حتى تستخدم ، ناهيك عن الآبار  التي دمرت وردمت والآن الحمد لله  بدأت يد الإصلاح  تمتد إليها والآثار القديمة  وما كتب على الصخور وما نحت في الجبال  ومن كهوف وغيرها.

هذه كلها  ينبغي المحافظة عليها وعدم تحويلها إلى أماكن للقمامة  ورمي المخلفات  وعدم العبث بها والمساعدة في تدميرها  بشكل أو بآخر وبلا مبالاة  .

هذه جميعها  ملك للجميع  ويستحق الجميع أن يستمتع بها ويجب علينا جميعا أن نحافظ عليها لتكون باقية لنا ولأبنائنا  وللأجيال من بعدنا ، وقد قال الحق عز وجل في  كتابه الكريم  (وأما نعمة ربك فحدث ) هذه نعم  يجب المحافظة عليها ويجب أن نعطيها حقها من العناية والرعاية.

أذكر أنه في أيام طيب الذكر وكيل صاحب السمو الملكي  الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة قبل سنوات عمل مبادرة وهي المحافظة على البيئة  والحياة الفطرية ورفع المخلفات والقمائم من بلاستيك وغيرها مما يلقى في الأرض وفي البحر وقد تجاوبت معه جهات عديدة مشكورة وكان لي شرف المشاركة مع جمعية البيئة التي كنت  في السابق أحد اعضائها ولازلت مرتبطا بها في عمل مبادرات  وتوعية ومحاضرات  وجولات مع أعضائها المتطوعين لذلك الهدف السامي الذي كان يدعو إليه سموه حفظه الله ، ولكن الآن أشاهد التبديد والتدمير الذي يحدث واللامبالاة من البعض  وترك المخلفات التي نستخدمها سواء بواقي الطعام أو الأواني والأدوات ذات الاستخدام  الواحد أو الأكياس البلاستيك  وغيرها هذا جميعه يدمر البيئة ويعطي صورة غير حضارية ويشوه المنظر ويقضي على الحياة الفطرية.

فهل نكون ملتزمين بالإسلام حقا وقولا وفعلا ، إن الله عز وجل  جميل يحب الجمال  وقد خلق لنا هذه الآيات لنستمتع بها وبذلت الدولة الكثير  في سبيل المحافظة عليها  وإنشاء بعضها كالحدائق والمنتزهات ، فينبغي لنا  أن نكون راشدين في الاستخدام  وأن نحافظ عليها  محافظة  تليق بنا كمسلمين وملتزمين.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى