حفلة طلاق

بقلم: سهيلة محمد ـ كاتبة تربوية

هل حفلات الطلاق تعتبر لبعض النساء فرح وسعادة ، هل الطلاق يعد حلاً إذا يئس الزوج والزوجة من استمرار الألفة والمودة والصفح والتسامح، هل إقامة حفلة طلاق بهذه المناسبة من قبل الزوجة والزوج أمراً غير مبرر، هل هناك مانع من خوض تجربة أخرى عبر الزواج من شخص أخر، هل إقامة حفلة الطلاق من قبل الزوجة أو الزوج يكشف تخطي أزمة وعدم استقرار.

لقد لاحظنا في الأعوام الماضية وحتى الآن حفلات الطلاق المنتشرة ظاهرة احتفال المطلقة بطلاقها وكذلك المطلق بطلاقة فهي من دول الغرب أتت حتى وصلت إلى بلادنا بلاد الحرمين الشريفين وهي مخالفة للفطرة .

عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) أغلب المجتمع يرفضها وأيضا يتم نكرها هذه الاحتفالات على مجتمعنا لها عواقب نفسية واجتماعية وأيضا يدخل بها تساهل الطلاق لدى النساء وأنه أمر عادي وليس له نظرة مجتمع بل ليس لديه تثقف في ديننا وشرعنا ، فقد ازداد عدد المطلقات وتفككت أسر.

ونقف هنا قليلاً أطفالنا ضحايا طلاقنا أثر على نفسية أطفالنا وكم دمر من أطفال بسبب أفكار غربية وتقليد غربي أعمى وأيضاً أدى إلى تشجيع المساء بعضهم البعض واستسهال الأمر وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي نقف هنا أيضاً هنا مواقع التواصل الاجتماعي بين يدين أطفالنا يرون ويفهمون ويطلعون ويتسألون ثم يفهمون ويستسهلون الموضوع لا ننسى أطفالنا في مجتمع واعي وفكر واعي وتكنولوجيا وسوشل ميديا أطفالنا يقتدون بينا أيضاً من يقم بهذه الاحتفالات هن نساء دخلوا للمحاكم ودعواهم خلع وفسخ نكاح عندما أصدر الحكم شعروا بالانتصار وأنه لم يؤثر عليها نفسيا ومعنويا واجتماعيا ولا فكرت في أطفالها أيضاً من ليس لديه أطفال حولها مجتمع أطفال يرون وهي الآن تريد أن تغير من نظرة المجتمع السلبية نحو المطلقة وهي الآن تظهر فرحاً وانتصارا بأنها قد تخلصت من زوج قاسي أو غير محسن المعاملة وفكرت في نفسها فقط وهي هنا برأيها تقول أن الحفلة ستقهر الزوج دعاء نبينا محمد (أعوذ بالله من قهر الرجال) وهذه من دعواته العظيمة طول حياتي.

أسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )وأيضاً تري الجميع بأني أنا المظلومة والمنكسرة فكرت في نفسها فقط ولم تفكر في مجتمع أو أطفال وهي ترى الآن في داخلها أنها تخلصت من معاناة زوج وسيطرة زوج وأنها لم تتأثر لا نفسيا ولا معنويا .

نقف هنا ونقول في أنفسنا أن للزواج منافع وفوائد حفلات الطلاق وتأثيرها على المجتمع أنستنا فوائد ومنافع الزواج ، نعم الطلاق حل إذا لم يوجد ألفة ومودة ومحبة ولكن في القرآن (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) لا ننسى أن الزواج والاستمرار في العلاقة الزوجية لكل شباك من شبابيك العالم له منافع وأضرار أي إيجابيات وسلبيات لكن نحنُ نستطيع أن نتجاوز الأشياء أن نعي أكثر ونفهم أكثر ونتعايش مع الزواج بطريقك صحيحة للطرفين الطلاق لا ينقص من قيمتنا شيء ولا من قدرنا فلا داعي لحفلات الطلاق لإثبات لنفسي أني منتصرة وأني متألمة وأني منكسرة لا أجعل حفلة الطلاق إشارة لنفسي وللجميع بأني عانيت في الزواج .

فالزواج حلال والطلاق حلال ليس كذلك ديننا ولا كذلك نعبر عن طلاقنا نفسيا واجتماعيا ومعنويا لأن كل من سيحضر حفلة الطلاق التي أدخلها الغرب علينا واقتدينا بها سينقص من قيمتكِ وقدركِ.

أنظري وقولي لنفسك ماذا سيقولون عني عندما يأتون الحفلة ماذا سأقول لنفسي بعد إنهاء الحفلة راجعي نفسكِ عزيزتي ولا تتبعي دين ليس من ديننا ولا منهج رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

حفلة الطلاق عزيزتي ليست من أعرافنا ولا ديننا ولا من عاداتنا لنزل هذه الأقنعة عزيزتي ، أقنعة مزيفة لنتقبل طلاقنا كما تقبلتا زواجنا لنواجه أحزاننا بعقل وتفكر وحكمة،  نحنُ قمنا بالاختيار إذا لنتقبل شعورنا بعد طلاقنا بإيجابية وليس هناك مانع من التحدث لدى مستشار أسري خاص لنجعل طلاقنا خاص لا يطلع عليه أحد كما جعلنا حياتنا بعد الزواج خاصة لا نجعل مشاكلنا كتاب مفتوح كل من أتى قرأه بسهولة لنصلح نفسنا وذاتنا وبالخصوصية كوني كتاب كل من أتى يقرأه يجده صعب القراءة كوني صعبة الوصول كوني متفاهمة لذاتكِ وجديرة لنفسكِ كما كنتي في حياتك قبل الزواج وبعد الزواج.

لكل امرأة ورجلُ في حكاية زواجهم أمور إيجابية وأمور سلبية ليس هناك شخص سعيد وتذكروا دائما من عفا وأصلح أجره على الله.

أيها المطلقات والمطلقين: “لا تنسوا الفضل بينكم “..ومن عفى وأصلح فإنما أجره على الله

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تجاربي في الحياة (28) :صلاح البال( تلك الراحة المطلوبة )

للكاتب الدكتور عثمان بن عبد العزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم ‏‏ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.