حكاية قارب

لجين الأحمدي

ترسو قواربنا في الحياة في اتجاه رياح قراراتِنا وقد تقف بغتة في مَراسٍ قد لا تُناسب تلك الوجهة حتى تحول هذا القارب الصغير إلى سفينة، وترسو مرة أخرى في اتجاه مرسى أخر يُرمم هيكل هذه السفينة بطريقة أصعب، حتى نُدرك أن هناك مشكلة كانت في الدَرب ولم تكن في المرسى.
فَفي قارب العبور قد نُبحر باتجاه شواطئ لا نرغب أن نرسوا فيها أبداً وقد نواكِب أثناء العبور أناس أقل ما يُقال عنهم أنهم” صيباً نافعاً للقلب ” حتى نصطحب أناس ظننا أنهم من هذا الصيب حتى وقعنا في حُسن نوايانا..
ولكن حتى عندما اعتمدنا داخل صندوق العبور أن نتكئ على عدة مبادئ وأساسيات في التعامل مع البشر فقط لكي نتجنب سُوء من قد نلتقيهم كُنا أول من أصيب بالدهشة.

منذ الصِغر تَتَلْمَذت على أن أضع صوب عيني ثلاثة أمور: أن تنفع فلا تضُر، وأن تفرح فلا تغُم، وإن لم تمدح فلا تذُم، وبالرغم من هذا استدركت في طريق إبحاري أن هناك مبادئ لا يجب أن تكون أساسية وثابته، فالحياة متغيرة وطبائع البشر تتأثر فيما يجول حولها.

قد يبدو أني ذكرت إحدى مبادئي البسيطة التي قد لا تهم من يقرأ أو من يعرفني لكنها كانت أصعب ما حاولت التعامل معه، خلال سنوات أحببت وقاربت ورافقت الكثير ممن أبحروا معي وأمسكوا بمجاديف قاربي ظنًّا أنهم كانوا صيبي النافع حتى تخليت عن أحد هذه المبادئ فرأيت نفسي ممتلئة بالمياه أغرق بدون تلك المجاديف حتى أصبحت اُرمم قاربي في كل مرسى من بعدهم.

لكني تعلمت أن أصنع التَغٌايُر داخلي أن أُكُن قاربً متغيراً مع عقول الأخرين أن أضع نصب عيني هذه العبارة: ” ليس هناك ما يشكل أهمية تذكر، ولا صنيعاً يُشكل فارق ” فنحن نسير في تلك الأيام التي نالت منا ما نالته فما علينا إلا أن نسعى فيما نحب.. فيما يجعلنا على سجيتنا ويصنع منا قارب النجاة لهم.. وليس لنا.

في مُحَصّلَة المكتوب.. كُل ما يرجوه المرء هو ألا يعبر طريق خاطئ مليء بمن تملقوا معه وأن يبصر الأشياء كما هي، فالعالم مُربك وسريع نُشاهده بدهشة ، سألين الله أن تكون الأيام تليق بكل ما نستحقه.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تجاربي في الحياة (28) :صلاح البال( تلك الراحة المطلوبة )

للكاتب الدكتور عثمان بن عبد العزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم ‏‏ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.