بيتي مملكتي

بقلم الكاتبة والناقدة الاجتماعية
هيا الدوسري
30/10/2023
الإنسان يرتاح لمن يألف ويرتاح بما يألف و في المكان الذي يألفه وتبقى ذكرياته عالقة في الوجدان.
والرجل ماذا يريد من المرأة ؟ أما الحب وأما المال
فإذا لم يجدهما أو أحدهما فمن السهل أن تختل العلاقة
و سوف أحكي لكم قصة ..
كانت صديقتها تحسدها لأنها موظفة ولديها راتب ولديها زوج وسيم وأطفال أصحاء تقول صديقتها الحاسدة
متهكمة ساخرة بينها وبين نفسها ؛سبحان الله (يعطي الحلق الي ملوش ودان ) (مثل مصري) وتواصل سخريتها فتقول؛ كيف لهذا الزوج الوسيم جذاب الوجه والقوام أن يعيش مع تلك ( الدبة) ! التي لاترى ولا تفكر سوى بالطعام ولا ترتدي من الملابس إلا القمصان ، تقول ذلك وهي تنظر إلى نفسها في المرآة وتتمايل بدلال وغرور فوسوس لها الشيطان أن تسرق زوج صديقتها التي فتحت لها بيتها وأمنتها ووثقت بها لاسيما أنها أرملة ولديها أبناء متزوجون وأكبر منها عمراً لكنها بالطبع أجمل وأرشق جسماً وأكثر انوثة وتعرف من أين تؤكل الكتف أو بمعنى أدق تعرف كيف تصطاد في الماء العكر (أفضل السمك) بمكرها الأنثوي .
ولأن الثقة العمياء كانت عميقة سمحت لهذه الصديقة بالدخول في خصوصياتها وأسرارها بل حتى غرفة نومها
وربما كان (ذكاء وخبث) هذه المرأة هو من مهد لها الطريق وسهل لها الأسباب فكانت فريستها هينة لينة ،
كانت تعرف أين تضع أغراضها الخاصة وأغراض زوجها فقد كانت تسمح لها بدخول غرفة نومها فحفظت كل شيء في بيت جارتها أو صديقتها ، وأي شيء أكثر من هذا ؟!
وفي غفلة منها دخلت إلى غرفتها وسرقت (البوم الصور ) وعندما همت بالخروج فإذا بها تراها شاخصة أمامها فبدا عليها ولأول مرة الارتباك ، لأنها دخلت لهدفٍ سيء ، ثم سألتها ؛ مابك ياصديقتي !
لماذا أنت مسرعة !
الجارة الماكرة ؛ لا لا كنت أبحث عن (ساعتي) فقد فقدتها، قلت لعلي أجدها حيث كنا بالأمس
الصديقة الطيبة ؛ لايمكن هذا لأني أقوم بترتيب غرفتي بنفسي ولو كانت هنا لوجدتها وأخبرتك ولكن أليس من الواجب أن تعلميني لكي أبحث عنها بدلاً عنك ! ولماذا أنت مستعجلة هكذا وما هذا الكيس الذي بيدك !
الجارة الماكرة ؛ هذا غرض أريد ارجاعه إلى السوق
وسوف أعود .. مع السلامة ياحبيبتي أراك لاحقاً
ولأنها وضعت زوج صديقتها في رأسها فقد قررت أن تلفت نظره إليها فأصبحت تتعمد زيارتها في أوقات عودته من العمل لتشاركهم طعام الغداء وأحياناً تتحين وقت خروجه من البيت لتحدثه وهي بكامل زينتها بلسانها الخبيث الذي يقطر عسلاً وبالطبع لاننسى البوم الصور الذي بدأ (مفعوله ) في العمل ولم يتبقى إلا أن ترسل إليه إشارتها لينتبه ويشعر بها وقد تم لها ذلك
حيث وقع في المصيدة بكل سهولة ، ياللمصيبة التي حلت بهذا البيت حيث شاء القدر أن تدخله أفعى ملساء وتفتك (بالعش ) وتبدده أمام الأم والزوجة الغافلة وربما ( البلهاء) . ولم تكتف باستدراج الزوج وإثارة غيرتها ببعض التصرفات المقصودة أمامها وإنما بمصارحتها علناً بأنها سوف تأخذ زوجها منها وتكون الثانية وربما تصبح عما قريب ( الأولى) الأمر الذي تسبب لها بصدمة كبيرة ،
بكت وبكت وندبت حظها وثقتها بزوجها و بصديقتها ، كفكفت دموعها وأمسكت بقلبها بين يديها وقالت ؛ تبا ً لك ثم تباً أيها القلب الطيب وأقسم أني لن أجعل فيك بعد اليوم مكاناً لأحد مهما كان فتمردت على الحب وعلى الصداقة وفقدت الثقة بالجميع وأولهم نفسها لكنها قررت أن تأخذ أطفالها وتترك لهما الدار وترحل بعيداً حيث لاترى زوجها الخائن وصديقتها الأفعى بعد أن اكتشفت أنها عدوتها وليست صديقتها ، لكنها رغم مرور الأيام وبعد المسافات لم تستطع أن تنسى ذكرياتهما الجميلة معاً فدفعها الحنين أن ترسل لحبيبها الخائن (رسالة) فكانت الرسالة الأولى والأخيرة بعنوان ؛ ( ذكريات قلب مجروح ).
قالت له فيها ؛ أكره أن أقتنص جزءًا من وقتي لكي أعبر عن إحساسي تجاهك وأشعر بالندم لكني سأكتبها ، وسأكتبها للناس لتقرأ معاناة قلبٍ مجروح وذاكرة مثقلة بالغيوم السوداء التي لاتمطر لعلها تخفف من حملها الثقيل .
أحبك نعم ، ولا أستطيع حياة بدونك وأنت عني بعيد ولكني لن أستطيع أن أحبك بوجود تلك الأفعى بيننا و ذلك الجرح العالق في قلبي ، لقد أصابته غرغرينا الجروح ولن يشفى إلا باستئصاله من صدري فكلما أردت أن أحبك تذكرت قلبي المجروح الذي طال ألم جرحه فتوقف فيه الإحساس بك ، قلبي الذي قتلت براءة مشاعره نحوك
وعكرتها بخيانتك وغدرك الأسود ، لقد أوجعته أكثر من مرة وعلمته أن يحقد عليك وأفسدت صفائه مادام ينبض بالحياة ، حياة ليست بحياة ، حياة لم تذق طعم الحب الحقيقي بخذلانك لها . وحياة لن تذوق لذة الفرح والسعادة والنقاء مادامت ذاكرتي حية ترزق ولم تمت بعد .
-فلاتحاول أن تبرر لي ، فقلبي قد أقسم ألا يصدقك ولن يسامحك من أعماقه إلا إذا فقدتُ ذاكرتي ونسيت قلوباً صغيرة ، عزيزة على قلبي ( أوجعتها ) ولم تحسب لقلبي
حساباً ، لن أسامحك من أعماقي حتى تنتهي حياتي .

 

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

البدر ظاهرة شعرية وإنسانية لن تتكرر

بقلم _ محمد الفايز خيم الحزن على سماء الوطن بغياب الأمير بدر بن عبدالمحسن الشخصية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.