شجاعة الرجال وكفاح الأبطال

بقلم/

‏” عبدالرزاق بن معوض بن غنيم الجهني ”
‏عمدة حي العزيزية والعليا والسلمان بتبوك

حين تمر على الكثير منا مناسبة ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى أو الثانية أو الثالثة ، يظن البعض وخاصة من الجيل الحديث أن الأمر عبارة عن أشخاص قاموا بكل سهولة وأريحية بهذا العمل البطولي ، نظراً لما يراه من مقاطع وفيديوهات أيام الاحتفالات في هذه المناسبات الوطنية العظيمة ، وتلك المقاطع توحي إلى الملابس القديمة والاواني القديمة وبعض المباني القديمة وبعض السيارات القديمة بطراز حديث ، وتعطي المشاهد او المتلقي بأن الحياة كانت كذلك ، ولكن الذي لايعلمه الكثير ونحن منهم لولا أن حدثنا أجدادنا وأباءنا عن بعض تفاصيل الحقبة التي عاشو بها ، فلم نكن نعلم كيف كانت الحياة وكيف اصبحت .

عندما نتحدث عن ثلاثمائة عام فإن الحياة في ذاك الزمن كانت خالية تماماً من جميع مظاهر النعم والحياة الكريمة ، فعند تأسيس الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة كانت الحياة أشبة بالغابة ، وكانت عبارة عن قبائل ومجموعات متفرقة ، كانت حياتهم بسبب الفقر والظلم والسيطرة وقلة الموارد عبارة عن ( سلب وقتل وسرقة وظلم وتجبر الأقوياء على الضعفاء ) ( لارحمه ولا دين ولا قانون ولا منهج ) ( وحوش بشرية تأكل الأخضر واليابس ) ( فقر وجوع لا امن ولا أمان ولا مأكل ولا مشرب ) ( حدود قبلية لايتجرأ أحد على قطعها أو الدخول بها ) (رعب وصحراء قاحله لايتحمل حرارتها أحد ) (خوف وصحراء قاسية البرودة لايتحمل برودتها أحد ) ( أعاصير ورياح وعواصف ) (جهل وتخلف وحروب) (الذاهب مفقود والعائد مولود ) ، (لاماء لاكهرباء لا مواصلات لا طرق مُعبده لا اتصالات لا سيارات لا طائرات لا قطارات لايوجد في ذاك الزمن أي جزء ولو بسيط من أجزاء النعم التي نراها ونعيشها في يومنا هذا ولله الحمد والشكر.

كانت الحياة مخيفة جداً ، لأن الشخص قد ينام ولايصحو حياً قد يصحو ولاينام حياً ، مجموعات مُتسيده تتحارب وتتناحر وتتقاتل على قطرة ماء ، وقد تُزهق مئات الأرواح بسبب الحصول على الماء أو الطعام ظلماً وعدواناً ، عندما تُفكر وتُحلل وتتأمل فكرة تأسيس هذا الكيان العظيم ، الذي بدأ من الدرعية أثناء عهد الدولة السعودية الأولى ، ثم اتسعت قليلاً أثناء عهد الدولة السعودية الثانية ، إلى أن قام بتوحيدها وتثبيت أركانها المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ( طيب الله ثراه ) ، المؤسس لدولتنا الحالية التي تعانق عنان السماء ولله الفضل والمنة أن هؤلاء الرجال الأبطال الأشاوس رجال غير عاديين ، لأنهم ضحوا بأنفسهم من اجل هذا الوطن قولاً وفعلاً ، رجال كافحوا وإرهقوا وتعبوا وأسسوا رغم التحديات الكبيرة والعوائق الصعبة التي كانت امامهم ، وهم المغفور له بإذن الله الإمام محمد بن سعود ورجاله مؤسس الدولة السعودية الاولى والمغفور له بإذن الله الإمام تركي بن عبدالله آل سعود ورجاله ثم مؤسس الدولة السعودية الثالثة التي شملت كافة المملكة العربية السعودية ( وهي الأكثر والأقوى نزاعاً وحروباً واتساعاً ) صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ورجاله ( طيب الله ثراه ) حتى أشرقت شمسها وتوازنت أرضها واستقرت سماءها وعم الأمن والامان ، وارتكزت والتف الشعب حول قيادته والقيادة وضعت الشعب في عينها وقلبها ، وعم العدل والرخاء وانزاح ستار الفقر والقتل والظلم ، وأصبحوا قيادةً وشعب كأسرة واحدة ، التحموا حتى أثبتوا للعالم بأنهم سياجاً متيناً واحداً كالنيان المرصوص ، ففي كل عام يزدادوا شموخاً وتماسكاً وصلابة ، إلى أن وصلنا لما وصلنا إليه في يومنا هذا ، من النمو والرخاء والاستقرار والنهضة ، حتى أصبحنا في مصاف الدول العُظمى والمتقدمة ، والذي يرفرف علمها براية التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ليكون نهجاً ودستوراً وقاعدة
لا احد فوقنا إلا الله وحده لاشريك له ، ربنا واحد ، ومليكنا واحد ، وارضنا واحده ، نفديها بأرواحنا وبالغالي والنفيس ، ونردد سوياً الله ثم المليك والوطن ، ونزداد كل يوم رفعة وشموخ وسمو ، في ظل الله ثم ظل قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ، وولي عهدنا الشامخ وعراب رؤيتنا ونهضتنا وتطورنا صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ورجالاتهم المخلصين للدين والمليك والوطن ، والحمدلله رب العالمين ان خلقنا الله وانبتنا في اطهر بقعة واشرف مكان ، ووهب لنا قيادة منا وفينا تطبق شرع الله وسنة نبية ، بكل عدل ورحمة ، اللهم أدم علينا هذه النعم ، ودامت بلادنا المملكة العربية السعودية بلد العز والفخر والشموخ .

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

محطات…. ومواقف

بقلم الكاتبة وداد بخيت الجهني قالت :إبقَ كما أنتَ أشرق بكل قواك، توهجّ لاتنطفئ كالآخرين. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.