مواسم لا تفوت، وفرص لا تتكرر

بقلم: د. فاطمة الفهيد
من بين أيام الله، تصعد عشر ذي الحجة كأنها أعمدة من نور،تعلن فيها حالة استنفار روحي، وتفتح فيها أبواب السماء على مصاريعها، كأن الكون كله يتهيأ لحدثاً جلل…إنها العشر من ذي الحجة.
أيام لا تشبه غيرها، أيام أقسم الله بها… ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ وليس في كتاب الله قسم عبثاً… فما الذي فيها حتى يقسم بها الله؟
لأنها ميدان العابدين، ومضمار الساعين، وساحة المخلصين ، فيها تتسابق الأرواح، وتشمر الهمم، وفيها يكتب الله لعباده مغانم لا تحصى: من غفر له ذنب، ومن رفعت له منزلة، ومن قبلت له توبة، ومن كتب في ديوان “العتقاء”.
هي أيام تفيض فيها رحمة الله، تغمر من صلى، من صام، من كبر، من دعا، ومن خلع على أعتابها رداء الكسل، ولبس درع العزيمة.
وفي الحديث الصحيح: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام… إنها فيها ويوم النحر… هو العظمة في أكمل صورها.
إنه يوم القرب، ويوم الإخلاص، ويوم الوفاء للعهد. ، الدماء فيه ليست إلا رمزاً، لقلوباً ، قدمت لله خضوعها
العشر ليست مناسبة… بل اختبار
هي سؤال مفتوح أمام كل عبد:
ماذا ستفعل إن عرض عليك موسم تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه الزلات، وتكتب فيه الخيرات ؟
من أراد الآخرة بصدق… فها هي بين يديه.
ومن أراد قلباً جديداً… فهذه فرصته.
ومن أراد أن يكتب اسمه في ديوان الرابحين… فلا يتأخر.
الختام؟
إن فاتتك العشر، فقد فاتك الكثير.
وإن اغتنمتها، فقد ربحت ما لا يقدر بثمن



