النسخة الأفضل منك تنتظرك… هل ستصل إليها؟

✍🏻 بقلم: د. فاطمة الفهيد
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث، وتتغيّر فيه المعايير، يبقى الاستثمار في الذات هو الثابت الوحيد في معادلة الحياة.
نُولد جميعاً بقدرات مختلفة، وخبرات متباينة، لكن ما يصنع الفرق حقاً ليس ما نملكه، بل ما نفعله بما نملك. وهنا تبدأ حكاية تطوير الذات… تلك الرحلة الهادئة أحياناً، والمؤلمة أحياناً أخرى، لكنها في كل حالاتها رحلة تستحق العناء.
تطوير الذات ليس رفاهية
كثيرون يظنون أن تطوير الذات ترف فكري أو نوع من الترفيه العقلي، لكنه في الحقيقة أسلوب حياة.
هو أن تختار أن تنهض كل صباح وأنت عازم على أن تكون أفضل، لا لأجل أحد، بل لأجل نفسك أولاً.
أن تعترف بأنك قابل للنمو، وأن في داخلك طاقات لم تستثمر بعد.
من أين نبدأ؟
لا توجد وصفة سحرية، لكن هناك مفاتيح ثابتة:
• المعرفة: اقرأ، ولو صفحة في اليوم. التعلم المستمر هو وقود التقدم.
• الوعي: راقب نفسك، لا بجلدٍ قاسٍ، بل بحكمة من يريد الإصلاح لا الإدانة.
• التجربة: لا تخف من الفشل، فالنجاح في الغالب يتنكر في ثياب الخطأ.
• العادات: غير يومك، يتغير مستقبلك. عادة صغيرة قد تحدث تحولاً كبيراً
• الصحبة: اختر من يلهمك لا من يثبطك. فالعقل يعدي كما الجسد.
لماذا نحتاج إلى التطوير؟
لأن الحياة لا تنتظر، والسكون ليس حياداً بل تراجع.
الإنسان الذي لا يطور ذاته، كمن يقف في محطة قديمة ينتظر قطاراً لا يمر من هناك.
وأخيراً…
تطوير الذات لا يعني أن تصبح شخصاً مختلفاً، بل أن تعود إلى حقيقتك: أنقى، أذكى، وأصدق.
هي معركة نبيلة، لا ضد الآخرين، بل مع نفسك… مع النسخة الكسولة، المترددة، أو الخائفة في داخلك.
فابدأ… ولو بخطوة صغيرة، وثق أن الخطى الصادقة لا تضل الطريق



