مقالات و رأي

الأمن السيبراني.. حصن الوطن في يومه المجيد

✍️ بقلم: م. محمد هاشم البدرشيني
http://@albadrsheni | متخصص في الأمن السيبراني

في كل عام، ومع حلول اليوم الوطني السعودي، نتوقف أمام معانٍ عظيمة تتجدد في وجداننا: الوحدة، الهوية، والنهضة. وإذا كانت الملحمة التي صنعها المؤسس –طيب الله ثراه– قد قامت على قوة الإيمان والعزيمة والإرادة، فإن ملحمة الحاضر والمستقبل تقوم على القوة الرقمية والأمن السيبراني كخط الدفاع الأول عن الوطن ومكتسباته.

🔹 الأمن السيبراني.. أمن وطني

لم يعد الأمن السيبراني ترفًا تقنيًا، بل غدا مكونًا أصيلًا من الأمن الوطني. فالهجمات الإلكترونية اليوم تستهدف الاقتصاد، البنية التحتية، والإنسان نفسه عبر محاولات اختراق البيانات أو استغلال الثغرات. وهنا يأتي دور المملكة في بناء منظومة سيبرانية متكاملة جعلتها في مقدمة الدول إقليميًا وعالميًا في المؤشرات والتقارير الدولية.

🔹 رؤية 2030 والتحول الرقمي

إن رؤية المملكة 2030 لم تكتفِ بدفع عجلة الاقتصاد المتنوع والمستدام، بل وضعت التحول الرقمي كأحد أعمدتها. ومع التحول الرقمي تتعاظم الحاجة إلى حماية البيانات، الأنظمة، والمعاملات الإلكترونية. وهنا يبرز الأمن السيبراني ليس كخيار، بل كضرورة لحماية طموحات الرؤية، ولضمان أن تكون التقنية أداة بناء لا ثغرة اختراق.

🔹 الإنسان أولًا

ورغم التطور المذهل في الأنظمة والحلول التقنية، يبقى العنصر البشري هو الحلقة الأضعف. من هنا تأتي أهمية نشر الوعي السيبراني بين جميع فئات المجتمع: الموظف، الطالب، وولي الأمر، فكل فرد هو خط دفاع عن الوطن في فضاء الإنترنت. وهنا يلتقي دور المؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمعية مع الجهود الوطنية لتعزيز ثقافة الأمان الرقمي.

🔹 وطن محمي.. مستقبل مطمئن

إن الاحتفال باليوم الوطني لا يقتصر على استذكار الماضي، بل يشمل صناعة الحاضر ورسم المستقبل. والأمن السيبراني هو أحد مفاتيح هذا المستقبل، إذ يحفظ للوطن مكتسباته، ويحمي اقتصاده، ويصون مجتمعه من التهديدات العابرة للحدود.

وفي هذا اليوم المجيد، نجدّد العهد والولاء، ونجدد أيضًا التزامنا بأن نكون حراسًا رقميين للوطن، نبني ونحمي ونُبدع، حتى يظل وطننا الغالي في الصدارة، آمنًا، شامخًا، ومزدهرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى