بين اللقاح والمرض: معركة خفية يجريها جسمك دون أن تشعر.

بقلم البروفيسور فيصل عبدالقادر بغدادي
سؤال ربما يراود الكثيرين هل يعني ظهور الأعراض بعد لقاح الإنفلونزا أنه لم ينجح؟؟؟
والحقيقة أنني أخذت لقاح الإنفلونزا الموسمية وبعدها بأسبوعين فقط بدأتُ أشعر بأعراض التهاب في الحلق وانسداد في الجيوب الأنفية، وكحّة ناشفة.
كانت الأعراض متوسطة لا هي بالخفيفة العابرة ولا الشديدة المقلقة ولكن والسؤال الذي قد يخطر على بال الكثيرين: هل معنى هذا أن اللقاح لم ينفع ولم يعمل ؟؟ وحيث أن محدثكم قد درس المناعة والإستجابة المناعية في مرحلة الماجستير والدكتوراة ، فإنني أجيب ببساطة: لا فاللقاح ما زال من أهم وسائل الوقاية، وما زالت فائدته مؤكدة علمياً وطبياً. لكن من الضروري أن نُدرك عزيزي القارئ أن اللقاح لا يمنع الإصابة بنسبة 100%، بل يخفّف حدتها ويقلل مضاعفاتها، ويمنح الجسم فرصة أفضل لمواجهة الفيروس
وهنا تتجلى عظمة الله عزوجل في خلقه حيث خلق الله الإنسان ، وخلق فيه خلايا متعددة تكون مجموعها الجهاز المناعي..
فالجهاز المناعي الذي أودعه الله في الإنسان هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض والأوبئة من فيروسات وبكتيريا وكائنات دقيقة لا تُرى بالعين المجردة هذا الجهاز يعمل ليل نهار ويتعرّف على الميكروبات ويُعِد الخطط لمحاربتها، ويتعرف على أشكالها المتعددة ثم يختزن خبراتها ليعود أقوى في كل مرة.
ومع أن اللقاح يعزز قدرات الجهاز المناعي إلا أن قوة هذا الجهاز واستجابته تختلف من شخص لآخر لحكمة وإعجاز أرادهما الله عز وجل فبعض الأجسام تستجيب بسرعة، وأخرى تحتاج وقتاً أطول، وقد يُصاب الشخص بالعدوى قبل تكون مناعة كافية، أو بفيروس إنفلونزا مختلف قليلاً عن الموجود في اللقاح لكن تبقى الفائدة الكبرى آلا وهي إصابة أخف وتعاف بمشيئة الله عزوجل أسرع ومضاعفات أقل بكثير..
لذلك عزيزي القارئ فإن ظهور أعراض متوسطة بعد أخذ اللقاح لا يعني فشله، بل يعني أن الجسم يخوض معركته الطبيعية وأن المناعة بما أودعه الله فيها من قدرة وقوة وإبداع تعمل كما يجب وكما يريد الله عزوجل وإعجازه في خلقه.



