زيارة غير مجدولة

حامد الظاهري

أراها قادمة من بعيد، كأنما هي ظلال باهتة تتراقص على جدار السكون ، ترتدي غلالة شفيفة من الغواية والحسن سناها يسبقها ومشاعرها تسابقها تارة تنتصر مشاعر الشوق فكأني أنظر إليها مسرعة نحوي وتارة تغالب الإشتياق لتمشي الهويني ولا أدري أهي تصارع الفقد أم أن الدلال والتمنع مع التثاقل والدلع هم حراسها الأربعة الذين يحددون لها سرعة المسير واتجاهه وقد جاءت في زيارة غير مجدولة مليئة بالشوق والوله.

أقبلت حتى وقفت بين يدي، وجعلت أقلب النظر فيها، حيناَ أنظر لها بالعين وأخرى بالفكر وأتساءل في براءة لاتخلو من مكر وعفوية ممزوجة بالدهاء، أحقاَ دفعك النوى وغلبك الجوى وقلبك بنار الوجد أكتوى حتى تأتي بعد طول غياب قالت وهي تلاعب خصلة التملل الهاربة من الدجى : لم يكن هناك وقت ولم يكن هناك مجال لحضوري.

سكت عنها هنية و دعوتها للجلوس وسألتها بعجب وماذا عن تلك الزيارات السريعة التي لا تداوي شدة الأنين ولا تسمن من مسغبة الحنين ، تأتي وتهزي قلبي ليتساقط عليكِ بعض شعوري غضاَ طرياً ثم تولين راحلة وقلبك يفيض بالحب، أم تلك القبلات الخاطفة التي لا يجف رضابها حتى أجدك قد اختفيت !

قالت بصوت يخالط الدمع والألم : الحب يأتي بي وانشغالك عني يبعدني عنك قلت لها والعتب بلغ الحنجرة عن أي حب تقولين وهل الحب يشفع لكِ لأن تختفي حتى كدت أظنك لن تعودي، عن أي حب تقولين وفكري ليل نهار مشغول بكِ، عن أي حب … “كفى” هكذا قالت قبل أن تستعد للرحيل قلت لها : إلى أين ومتى ألقاكِ؟ قالت : موعدنا عند ناصية الحرف في نص جديد حين تشرق شمس الفكرة في عقلك حينها نلتقي أنت وأنا أو بعبارة أخرى يلتقي الكاتب مع الكتابة قلت لها مهلاً .. كررت نداءها فلم أسمع سوى قرع الوصيفات وهن يلحقونها يتبعهم الحرف في صمت ووقار.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تتبخر المشاكل مع الهايكنج والطبيعة

المدينة المنورة-سمير الفرشوطي في عالم مليء بالضغوطات والمشاكل، يجد البعض السعادة والهدوء في تواجدهم و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.