في ذكرى البيعة.. مراقي النماء على مدارج الولاء..

بقلم: محمد سعيد أبو ملحة *

تحتفل بلادنا هذه الأيام بذكرى عزيزة على قلوبنا وهي الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله مقاليد الحكم، مجددين العهد على الولاء والسمع والطاعة في المنشط والمكره.
ونستحضر مع هذه الذكرى العزيزة في عامها السابع رحلة التحول التي صعدت من خلالها بلادنا إلى مراقي النماء والنهضة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء، وهي إنجازات شمولية تميزت بالتكامل في البناء والتنمية ما يضع بلادنا في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة، من خلال رؤية تنموية تسارعت معها الخُطى لتحقيق التنمية المستدامة بدءاً من التنويع الاقتصادي وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي والحفاظ على المصادر غير المتجددة، وقيادة الجهود العالمية في البحث عن مصادر طاقة نظيفة تحافظ على البيئة.
لقد وضعت خططُ بلادنا التنموية في هذا العهد الزاهر الإنسانَ السعودي في بؤرة اهتمامها، فكان الحرص على توفير الفرص الوظيفية للشباب وتطوير كفاءاتهم وزيادة مهاراتهم من خلال برامج التدريب المتخصصة لمساعدتهم على تحمل مسؤولياتهم واستنهاض هممهم وطاقاتهم الكامنة ليحملوا من خلالها راية العطاء.. ولعل انعقاد منتدى (شباب) في ١١ ديسمبر المقبل تحت عنوان (نحو قطاع شبابي فاعل في رؤية 2030) بكل ما سيطرحه من مبادرات وما سيقدمه من حلول لتمكين المنظومة الشبابية.. هو خير دليل على ذلك.
وفي هذا المقام.. فإن التاريخ يذكر فلا يَنسى تلكم التحولات السريعة التي لامست البنية المجتمعية وشملت المرأة وعملت على تمكينها وإزالة العقبات التي كانت تقف في طريقها، فصارت شريكاً فاعلاً في المشروع النهضوي لبلادنا وتبوأت المناصب القيادية التي أثبتت من خلالها قدراتها على رفد الوطن بمخرجات تنموية مميزة.
كما يحتفظ التاريخ بالأبعاد الإنسانية التي شملتها إجراءات المملكة لمواجهة جائحة كورونا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وما قدمته بتوجيه القيادة الحكيمة من دعم للمنظمات الدولية ومراكز البحوث العالمية لمواجهة هذه الجائحة، معلنة ان الإنسان يحتل المرتبة الأولى في سلم أولوياتها.
كما نذكر بالتقدير تلكم الجهود الحازمة التي بذلتها قيادتنا الرشيدة للحرب على الفساد ومواجهته في معاقله واجتثاثه من جذوره في جميع المواقع والدوائر، بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أن سيف العدالة سيطال كل مفسد “كائنًا من كان”، وأن كل من ارتكب جريمة الفساد لن ينجو بفعلته.
أما على الصعيد العالمي فقد تبوأت بلادنا في هذا العهد الزاهر مكانة مرموقة ضمن مجموعة العشرين بفضل قيادتها الرشيدة وصار العالم كله يضبط ساعاته على توقيت المملكة بعد أن أبهرت العالم بمشاريعها الكبرى بدءاً من نيوم والقدية وليس انتهاء بمشاريع البحر الأحمر وآمالا والسودة وغيرها من المشاريع الكبرى لتصبح بلادنا وجهة تؤمها الشركات العالمية وتتنافس لتحظى بمشاريعها الاستثمارية الكبرى، بل وتنقل مقارها الرئيسية اليها، وقد برز ذلك جلياً في مبادرة مستقبل الاستثمار التي تعقد بالرياض والتي كان عنوان نسختها الخامسة التي عقدت مؤخراً (الاستثمار في الإنسان) في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم الروبوت والتعليم والصحة والاستدامة، بما يحقق أكبر منفعة للبشرية جمعاء.
وقد حظي القطاع غير الربحي بنصيب وافر من الاهتمام في ظل حزمة كبيرة من المستهدفات التي تمخضت عن محاور الرؤية التنموية 2030، وأضحى هذا القطاع وفق الرؤية جزءاً من موارد الدخل القومي بعد أن كانت مساهماته لا تتجاوز الـ 1%، ليصبح القطاع غير الربحي أحد الكيانات الاقتصادية البارزة التي تساهم في البناء التنموي من خلال العمل على الاستدامة والتمكين عبر منظومة تكاملية من الشراكات مع مختلف القطاعات وخاصة قطاع الأعمال، ناهيك عما حظي به التطوع من دعم ومساندة ليؤدي دوره في خدمة المجتمع، مضطلعا بمسؤولياته في شتى المجالات.. وليصبح أحد الأذرع المساندة للاستدامة التنموية.
الحديث في ذكرى البيعة ذو شجون ولا تكفيه مجلدات ترصد منظومة الإنجازات الضخمة التي تحققت للسعودية العظمى في ظل قيادتها الحكيمة، ولكننا نقول: ” يكفي من القلادة مع علق بالعنق”..
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأبقاهم ذخراً لنا.. نبادلهم الحب والولاء والوفاء.. ونسأله سبحانه أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وكل عام وقيادتنا وحكومتنا وشعبنا بخير ومحبة وسلام.

*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

تجاربي في الحياة (28) :صلاح البال( تلك الراحة المطلوبة )

للكاتب الدكتور عثمان بن عبد العزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم ‏‏ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.