إبدأ مع اليتيم في رمضان «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»

 

بقلم / د. أشواق بنت صالح الجابري*

يعتبر الأطفال هم الأشخاص الأكثر ضعفاً الذين يعانون من أثار سلبية عند تعرضهم إلى الأزمات ، والصراعات التي تحدث من حولهم ، ونجد أن الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم ، أو كليهما بسبب الحرب ، أو الكوارث الطبيعية ، أو الفقر ، أو غيرها من الأسباب ، يتركون معرضين للخطر ، ولا يجدون من يعتني بهم ، ولكل طفل الحق في العيش ، والحصول على التعليم ، والرعاية الصحية ، والمأوى ، والشعور بالأمان ، وتقديم الحماية من الإساءة الجسدية والنفسية

ويوجد العديد من الأيتام في العالم ، حيث أصبح ملايين الأطفال في مختلف أنحاء العالم أيتاماً للعديد من الأسباب التي تتضمن الحرب ، والمجاعة ، والفقر ، والمرض ، والهجرة ، وغيرها من الأسباب الاجتماعية التي تجعل من الأطفال أيتاماً ، ولكيلا يتم نسيان هؤلاء الأطفال فيوجد يوم خاص كل عام مخصص لهم فقط ، والذي يسمى باليوم العالمي للأيتام ،

ويوم اليتيم العربي وهذا ما أعنيه الآن في مقالتي فلماذا لا نهتم بالأيتام على مدار العام ، وإن كان البعض كذلك لم يجد الوقت أو المال لدعمهم ، فليبدأ في رمضان المبارك ويحدد الهدف الذي هو اليتيم ويعمل على اسعاده وطلبية احتياجاته المالية والمعنوية والتعليمية والصحية وغيرها ويشركه في طعامه وشرابه وملبسه ونزهاته أيضا وليمسح على رأسه ويعمل على كفالته أيضا ، قال صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك»” (أخرجه الطبراني، وصحَّحه الألباني).

إذا كانت كفالة اليتيم وإكرامه والإحسان إليه فضيلة عظيمة من فضائل الإسلام في كل زمان ومكان، فإن فضيلتها تزداد وتتضاعف في هذا الوقت، وتكتسب أهميتها في هذا الزمان حدا يبلغ درجة ضرورة التذكير بها والتنبيه لعظيم ثواب الإقبال عليها والتخلق بها، وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟

لتكن البداية في هذا الشهر الكريم،عسى أن نُولَد من جديد..ويوم العتق يوم عيد. فما بالنا في شهر معظم تصومه الأمة

والكفالة الحقة لليتيم ليست في بعض المال الذي يلقى إليه ، ولا في بعض الطعام الذي يأكله ، أو اللباس الذي يلبسه ، إنما الكفالة الحقة هي الرعاية الكاملة المتكاملة لهذا اليتيم فإن كفالة الأيتام والعناية بهم وبذل المزيد من الجهود المادية والمعنوية الفردية والمؤسسية لاحتوائهم ،(فرمضان هو وقت كفالة اليتيم بامتياز،

فإن لم يبادر أفراد المجتمع إلى التخلق بهذه الخلق النبيل الآن، ولم يساهموا في حماية جيل كامل للأمة من الضياع… فمتى إذن ؟

 

*سيدة أعمال سعودية

*مدربة معتمدة

*رئيس مجلس إدارة مجموعة أشواق الجابري للتجارة

 

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

مملكة الإنسانية

  بقلم/ مشاري محمد بن دليلة* المملكة العربية السعودية منذ بزوغ فجرها على يد مؤسسيها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.