كيف تكون مؤثرًا؟

المستشار : هاني زكي الفل

التأثير ليس مجرد موهبة أو حظ، هو مهارة يمكن تعلّمها، وصقلها، وتطويرها، تمامًا كما هو الحال في الإدارة والقيادة.
وقد تطرقنا في مقال سابق بعنوان “الإدارة.. علم وفن وذوق وأخلاق” إلى الأبعاد المتكاملة للإدارة الناجحة، وبيّنا أن المدير الناجح لا يكتفي بإصدار التعليمات، بل يتعامل بذوق، ويتحلّى بالأخلاق، ويقود بفن وبصيرة. واليوم نكمل هذه الفكرة من زاوية محورية وهيا التأثير.

فلا قيادة بلا تأثير، ولا إدارة ناجحة دون حضور مؤثر.
المؤثر هو من يُحسن الإصغاء، ويتحدث في الوقت المناسب، ويوصل فكرته بأدب وقوة، ويملك القدرة على تحريك العقول والقلوب معًا.

فما سر التأثير الحقيقي؟

– كن صادقًا في داخلك قبل أن تكون مقنعًا أمام الآخرين.
الناس تتأثر بما هو حقيقي. حين تنطلق من قيمك ومبادئك، وتُعبّر عنها بوضوح واتزان، فإنك تزرع الثقة فيمن حولك، وهذا أول طريق التأثير.

– امتلك رؤية ورسالة.
الإداري المُلهم لا يعمل بعشوائية، بل يسير برؤية واضحة، ويُلهم فريقه بهذه الرسالة.
كلما كانت أهدافك واضحة ومُلهمة، كلما انجذب الآخرون نحوك، وشاركوك هذا الاتجاه.

– حفّز، لا تُملِ. قُد، لا تَفْرِض.
من أهم ملامح التأثير أن تفتح للناس أبواب الإبداع والمشاركة، لا أن تُملي عليهم الطريق.
فالقائد المؤثر يترك أثرًا في النفوس، لا مجرد أوامر في الملفات.

– تعلّم باستمرار، وكن قدوة.
المؤثر لا يدّعي الكمال، لكنه يسعى للتطور. يقرأ، يستمع، يستشير، ويتواضع للعلم. وهو قبل كل شيء يُجسّد ما يدعو إليه، فتنعكس قيمه في تعامله، وأخلاقه في قراراته.

– اجعل الذوق والأخلاق أسلوب حياة.
كما أشرنا سابقًا، الإدارة ليست صرامة جافة، بل مزيج من الذكاء العاطفي، والذوق الراقي، والأخلاق الثابتة.
وهذه الخصال بالذات هي التي تصنع التأثير العميق والمستدام.

إذا أردت أن تكون مديرًا ناجحًا، أو قائدًا مُلهمًا، فلا تبدأ من المهام، بل من التأثير.

وإذا أردت أن تؤثر، فاجعل العلم زادك، والفن أداتك، والذوق سلوكك، والأخلاق نهجك.

ففي التأثير الحقيقي، تتجلى أعظم معاني الإدارة والقيادة.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

منسوبو جمعية صعوبات التعلم يهنئون القيادة ويباركون نجاح موسم الحج

د. وسيلة محمود الحلبي يتقدّم منسوبو ومنسوبات جمعية صعوبات التعلم بأصدق التهاني وأجمل التبريكات إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.